============================================================
الميت، نطق الكتاب يقول : "إنك ميت و إنهم ميتون" [30/39]، يعني أئمته وأهل دوره. ولو اشار بذلك لموت الطبيعة لكان هجنة على الحكيم ان يخاطب من12 اقامه لتعليم الناس لما13 يعلموه الجهال والصبيان والكفار، غير ان الصورة المخططة الكاملة الخلق لم يبق لها يء غير سلوك الروح فيها، فتصير حية ناطقة؛ والروح فهو معرفة اتوحيد، فلأجل ذلك قلنا ان الناطق والأساس، وإن كانا أقوى من جميع من تقدم، لم يعرفوا المولى جل ذكره ، ولو عرفوه لكان بين ايديهم ظاهرا مكشوفا، لكنه بحكمته احتجب عنهم لقبائح اعتقاداتهم.
والعقل الكلي وحجته في ذلك العصر بين يدي الناطق والأساس يشداوا امرهم ويقووا عزمهم لظهور الحكمة وتربية صورة التوحيد، حتى تبلغ كمالها بوفاء عصر الناطق السادس وقيام الناطق السابع. فلما اوجبت الحكمة ذلك وقرب ظهور المولى جل ذكره بالصورة البشرية الملكية العالية بملكة الدنيا، اوجب ظهور العقل الكلي وحجته يشدوا أمر الناطق، غير اهم لم يدخلوا تحت شرعته ولم يقبلوا من دينه. فأما العقل الكلي فكان له الرأي والمشورة في ذلك الوقت ، وأهل ذلك العصر من شيوخ الجاهلية يركنون إليه ويقبلون مشورته، وإنما كان محمد قد انتسب إليه بحد التربية، وكذلك الأساس انتسب إليه بحد التربية، وإلا ليس هو أبو اناطق الجسماني ولا الأساس، لأن الناطق الجسماني كان ميلاده في جبال الشام وتربى مع القوابل يسافر مارا و جاي إلى الحجاز إلى ان عمل على جمال كانت محرمة لأبي طالب فانتسب إليه، والأساس كان ميلاده بمكة، غير ان عصر الناطق أبين وأقوى من سائر الأعصار
صفحہ 700