رسائل حکمہ

============================================================

وحمدتم العاقبة في جميع أفعالكم، فالصبر على الشدة قريب أمدها، حميد عاقبتها طويل لا يضمحل بقاؤها. معشر الإخوان لا يكون مثلكم مل رجل معه حمأ ثار به فغشى على بصره فاورده العمى. معشر إخوان إذا كنتم تتحققوا ان مولاكم لا تخلو الدار منه، وقد عدمته اصاركم فأي حائل حال بينكم وبين النظر إليه؟ فليس ذلك إلا اعمالكم السيئة، وأفعالكم القبيحة الردية. معشر الإخوان لا تكونوا كالذي بخرت عليه معدته فخانه ما كان يثق به من نظره. معشر الإخوان من صح له غذاؤه صح له نظره وما يراه. معشر الإخوان تيقظوا من ومتكم، واقلعوا عن سهوتكم فإن حدث المصائب تأتي عند ساعة الانوم، والنائم غافل عما هو كائن، وإن المستيقظ إذا رأى محنة اجتنبها، والنائم عند لذة نومه يعثر بها.

واعلموا معاشر الموحدين لمولانا الحاكم المعبود، سبحانه وتنزه عن الحد والمحدود، ان قائم زمانكم يطالبكم بما يطلعه عليه مولاكم من فساد ياتكم وقبيح أعمالكم، وقد اشهدتم في موائيقكم بعضكم على بعضه7، وثبتم عليكم الحجة، ولم يبق لكم معذرة بما شرطتموه على أفسكم، ورضيتموه من الفعل فيكم، فمالت نفوسكم إلى هوائها، وتاهت لما اشرفت عليه من بلائها، اساءت ظنونها فيما ظنته من بقاء اذتها وسلامتها من مكروهها، فرجعت عما كانت به اقرت، وشحت على ما كانت له سلمت، فليس برجوعها يبقى عليها محصولها، ولا بجحودها ينفعها انكارها، ألا ان كل مستودع تقبض منه وديعته، وكل امين لا يخون فيما اتمنه. فكونوا معشر الإخوان ممن رضي وسلم بغير مطالبة، عن طيبة نفس منه بغير مغالبة، فمن سلم آمانته عن رضى

صفحہ 689