112

رسائل حکمہ

اصناف

============================================================

اقول بمشيئة مولانا جل ذكره وتأييده بان البارئ سبحانه اظهر من نوره الشعشعاني صورة كاملة صافية وهي الإرادة، وهو هيولى كل شيء وب كوينهم لقوله: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" [36/ 82)، وسمى تلك الصورة عقلا، فكان العقل كاملا بالنور والقوة، تاما بالفعل والصورة، قد اجتمعت فيه الطبائع الخمسة واحصى فيه جميع ما هو كائن إلى ما لا نهاية له، وجعله إمام الأئمة موجودا في كل عصر وزمان، وهو السابق الحقيقي، وإنما سمى سابقا لأن خلقته وصورته سبقت جميع الحدود إلى توحيد البارئ سبحانه، وهو مدروك محسوس، أكل ويشرب، لا كما قالوا انه لا يدرك بوهم ولا بخاطر، وكان أول ما ابدعه العلي الأعلى سبحانه، سماه علة العلل، فكان عقلا كاملا بالقوة، تاما بالفعل، حليما بالسكون، قادرا بالحركة، أصل نقطة البكار، هيولى الطبائع الخمسة لطيفا شفافا مدبرا لجميع العالمين والعاليين، وجعل فخر العالمين وعزهم به في الدين والدنيا، وجعل منازلهم على مقدار ما يقتبسون من نوره ويستقون من بخره العذاب الزلال. فقال مولانا العلي الأعلى سبحانه وتعالى لعلة الإبداع، الذي هو العقل الكلي: اقبل، يعني اقبل على عبادتي وتوحيدي، فاقبل اليهما بالسمع والطاعة، وقال له : ادبر، آي تولى عن جميع من يشرك اي غيري ويعبد سواي، فادبر عنهما؛ فقال مولانا العلي الأعلى سبحانه : وعزتي وجلالي وارتفاعي في أعلى علو مكاني، لا دخل أحد ججتي، أي ميثاقي، إلا بك وبمحبتك، ولا احترق بناري، يعني ظاهر اشرائع الناموسية التي هي الحرارة اليابسة، أحد إلا بتخلفهم عنك وفاقهم عليك، من اطاعك فقد اطاعني، ومن عصاك فقد عصاني، بك تبلغ المنازل العالية، وقد جعلتك الوسيلة إلى رحمتي لجميع عبيدي وأهل طاعتي.

صفحہ 572