(أنت يا آد! آدم السرب حواؤك فيه حواء أو أدماء)
وهذا البيت إنما أسقطناه من الشعر متعمدين لإسقاطه لما فيه من الاستخفاف بآدم - صلى الله عليه - وهكذا فعلنا بكثير من شعره، وإنما ذكرنا منه ما لم له تأويل حسن، فكيف أفسدت علينا الكتاب بإثباته فيه وكان يجب أن تتنزه عنه كما تنزهنا؟ وقوله: "يا آد! " أراد: يا آدم فرخمه. وأما معناه فلا حاجة بنا إلى ذكره، فاذكره أنت إن شئت كما ألحقته.
ورأيناك لما وصلت إلى قوله:
(هذه الشهب خلتها شبك الدهر لها فوق أهله إلماء)
وقرأت تفسيرنا له فوجدتنا قد قلنا: إنه أراد أن الفلك محيط بالخلق والخلق في قبضته لا يقدرون على الخروج منه، فكأنه لما فيه من النجوم المشتبكة شبكة أرسلها قانص على صيد فهو يضطرب فيها ولا يقدر على التخلص منها، فحملك قلة التثبت على أن كتبت في الطرة: هذا اللفظ لا يطلق إلا على الله - تعالى - ونسيت قول الله - على أن كتبت في الطرة: هذا اللفظ لا يطلق إلا على الله - تعالى - ونسيت قول الله ﷿: ﴿يا معشر الجن والإنس إن استطتعم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانقذوا لا تنفذون إلا بسلطان﴾ [الرحمن ٥٥: ٣٣] فوصف تعالى أن الخلق في قبضة الفلك لا يقدرون على الخروج منه، فلم يزد الشاعر على معنى الآية أكثر من تشبيه الفلك بالشبكة. فإن أنكرت أن يكون الفلك هو السماء بعينها أوجدناك. ذلك في القرآن العزيز، قال الله - جل من قائل -: ﴿تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا﴾ [الفرقان ٢٥: ٦١] وقال تعالى: ﴿ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا * وجعل القمر فيهن نورا وجع الشمس سراجا﴾ [نوح ٧١: ١٥ - ١٦] فذكر في هاتين الآيتين العزيزتين أن الشمس والقمر في السماء. ثم قال في آية أخرى: ﴿ولا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون] [يس ٣٦: ٤٠] فنتج
1 / 53