============================================================
148 وهما غير متعارضين فيما بينهما . أما الاحتمال الاول ففيه من الصواب بمقدار ما بين أرسطو والكندى من اتفاق فى المادة العلية وفى بعض المسائل والأصول الاساسية، وفيه من الخطا بمقدار ما بينهما من خلاف جوهرى في ذلك .
وقد تبينت من عرضنا المتقدم بعض وجوه الاتفاق والاختلاف بين أرسطو والكندى . ولا نحب هنا إلا أن نقرر بالاجمال أن الكندى يكاد يتفق مع أرسطر فيما يتعلق بالافكار الاساسية فى علم الطبيعة بمعناه ومادته المعروفين حتى ذلك العهد إتفاقا تاما ؛ أعنى أنهما يتفان تقريسا فى الناحية العلية الكونية بالمعنى الضيق .
أما الخلاف الاكبر الذى لاسبيل إلى التوفيق بينهما فيه فهو ينحصر فى الناحية العلية الميتافيزيقية ، خصوصا مسألة قدم العالم والاصول التى تقوم عليا ، وفى الناحية الميتافيزيقية الخجالمة، خصوصا فكرة الألوهية وصفاتها وفعفها من حيث علاقتها بالكون .
اا ولو نظرتا فى مذهب آآرسطو لوجدناه رغم ما فيه من جد وعتاية مخلصة فى الوصول إلى المعرفة الحقيقية مذهبا مفككا، ليس له رباط جامع فا الذى بدعو الصورة والمادة للاتحاد أو يدعوهما متحدين أو منفصلين إلى التحرك بالشوق نحو الالسه !؟ وكيف يمكن أن يتسنى هذا مع قدم الاشياء إلى جانب قدم الإله وعدم حاجة الأولى ، لان فيها مبادثها من جهة ولعدم علم الثانى بما عداه أو فعله فيه فعلا حقيقيا من جهة أخرى !؟ إن التفكك الذى نذكر أمثلته من مذهب فليسوف اليوتان ناشىء عن التقص فى فكرة أرسطو عن الإله الحق وعن عدم توفر الاساس المطلق (ادلته على قدم العالم وعدم إتتاج هذه الادلة بسبب قيامها على ماتريد إثباته . إن مذهب أرسطو شبيه بمغامرات نظرية يقوم بها العقل الطبيعى ، ولذلك لايظفر المفكر المتزن من هذا المذهب بشىء واضح . أما الكندى فقد تهأت له من الإسلام فكرة الإله الذى هو علة أولى مبدعة فمالة، قد رتبت نظام الاشياء ، عن إرادة وعلم وحكمة . محو غاية هى العلة
نفسها. وهذا هو الرباط الاساسى لنظرة فيلسوف العرب لهذا الكون ، وهو لذلك أسلم من أرسطو نظرا لهذا الوجود الطبيعى . ولم يستطع أرسطو أن يتخلص من وهم قدم الزمان الفلك وقدم الحركة والمتحرك، بحيث لا نستطيع أن نعرف الاساس الحقيقى لاستدلالاته . وتفكيره فى أو له وآخره لا يخرج عن.
صفحہ 122