رسائل الاحزان
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
اصناف
1
لا يضره ولا يضر أحدا أن تزيد فيه كربه أو عقدة أو مسألة حسابية ...
ولكن ما أجمل الحقيقة ترسل أشعتها وألوانها في قلب الجميلة فتمتهد لها فيه أرضا من الشعاع، ثم تهبط من السماء الكبرى إلى هذه السماء الصغرى جمالا في جمال وحقيقة على حقيقة وشعرا على شعر، ومعنى يوحى به إلى من هي تفسير له، تلك حقيقة الجمال الذي لا يفهم إلا بمثال عليه من امرأة؛ وإن من النساء تفسيرا بديعا لهذه الحقيقة، ومنهن تفسير ناقص، وبعضهن مغالطة في التفسير، وبعضهن مسخ، وبعضهن كالتضريب والشطب لا يفسر شيئا ولا يصحح شيئا، ولكن يمحو ويطمس ... •••
سآتيك بها الآن من جهة الشعر وقد وصلت جناحها بجناحي بعد مقدمها إلى مصر بأيام وخرجنا متنديين
2
ذات صباح في طريق تبعثرت فيه الشمس على الندى وعلينا، كانت هي صبحا في ذلك الصبح، وقد وافت كعادتها متكسرة وللفتور مس فيها؛ فتورها النسائي
3
البديع الذي ينبئك في لطف أي لطف أن عواطفها تبعدك عنها، ولكن بشرط أن لا تبتعد؛ فتور في الجسم تظهره الأنوثة التي نراها لنطلع منه على سر الأنوثة التي لا نراها، وفتور في اللحظات تدل به على أن في قلبها منك شيئا تحب أن لا يظهر لك وتحب كذلك أن لا يخفى عليك ...
ومشينا بين الجمال المنظور وبين الجمال المعقول وهي تجمعهما في شخصها ومعانيها، على حين أن الطبيعة لا تكاد ترضيك من هذه الجهة إلا إذا عرضت لك ألف شيء جميل، ثم فئنا إلى روضة على شاطئ النيل يسافر النظر في أرجائها وتتموج للعين كأنها بحر أخضر تهتز عليه هنا وهناك أمواج ملونة من الزهر.
وقلت فلأكن آدم هذه الجنة اليوم، قالت: ثم تخرج منها كما خرج ... قلت: فإن الخروج لا يأزف إلا عند غروب الشمس «كقانون المجلس البلدي» ... فضحكت وحضرتها النفس الثالثة
نامعلوم صفحہ