118

============================================================

وسال لهن سبعين الكن لا وجود له من نفسه ووجوده بالله وعنه وعنده فهو ينحل الى فاعله بالاستحقاق وما هو مشحل الى فسيء فهو مهدوم.

والأمل حبر عن موجود يعتمد عليه، والعالم مهدوم كما ذكرنا، فالخبر المتمد عليه مهدوم والحق موجود ثابت بتفسه لا تبذل، والخبر المحمد عليه متعلقه لا يتبدل، فالمتعلق لا بقبدل، وايضا الوجود هو واحده وهو الل وهو الوحود المطلق، والعالم لا وجود له إلا به وفيه كما تقدم فالعالم قضايا تتمائل في الوجود المطلق، وهى زايلة في أتفسها ثابتة به فهى آمثلة ومراتب فيه لا تغايره.

فالخبر المتعلق ها أمل مهدوم، لأن الوجود يزيلها ويأحذها استحقاقا، وكل زائل مهدوم والخبر المتعلق بالمهدوم مهدوم والوجود المطلق هو الوجود حقيقق والمراتب لا تخبر عن أنفسها ولا عنهه إذ لا وجود لها في أنفسها، ومن لا وجود له لا يأمل ولا يجبر، فإذا لا حبر ولا أمل الا في حبر الذى يشعر بالإضافة كلها كذب وحرافة، فلا أمل ولا مأمول في الوجود حقيقة، فقد ذهب الأمل، وثبت الحق الذي لم يزل، فالأمل كله الخسيس منه والرييس محدوم في الحقيقة وناهب لا وجود لى ومن لا وجود له فهو معدوم، بل معدوم لعينه، وهذا هو معنى قول سيدنا ط: (ولياك من الأمل المهدوم) وهذه الآلف واللام تأحذ في التفسير الأول لتبيين الجنس، وفي هذا الآحر للعبد، وفى البدايه والسلوك حرج عن الأمل مقيدا، وفي هذا الموطن أحرج عنه مطلقا، بل لا تجده من نفس هذا المقام، وهنا هو معنى قول سيدنا ط: (أنعم علي بخير يقطع الأمل)) لكونه الجامع المانع.

وهذه الكلمة مذكورة فى ووحى الاستحارة تثبته الإضافة والوهم وهذهبه التحقيق والفهم، فافهم ذلك.

وكذلك القول في العمل المعدوم، فإن العمل هو تصريف النفس بالآلات الجسمانية والروحانية للكسب والتحصيل، والكسب هو تحصيل الخيرات المحبوبة للنفس، كما كسبت مائة دنار، وكسبت علم الأصول علم وما أشبه ذلك.

ولما كانت الدنيا بالعمل والخدمة مثل الصنائع والتجارات وما أشبه ذلك والدنيا معدومة وناهبة كما تقدم فالعمل لا وفيها معدوم ولما كان العمل يتقسم الى عمل بل على السعادة الكمال والرفعة، وعمل تمصيل به الدنيا ومرايتها، والسعادة والكمال باقية وثابتة، والدنيا ولواحقها ناهبة ومعدومة، أطلق القول في الأول بقوله: وولياك من العمل وقيده بقوله: المعدوم، لأن العمل لا فائدة له الا تحصيل المطلوب المعمول

صفحہ 118