170

رسائل ابن حزم الأندلسی

رسائل ابن حزم الأندلسي

تحقیق کنندہ

إحسان عباس

ناشر

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

يهدي إلى الجنة، وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار " (١) . وروي أنه أتاه ﷺ رجل فقال: يا رسول الله، إني أستهتر بثلاث: الخمر والزنا والكذب. فمرني أيها أترك، قال: اترك الكذب، فذهب عنه. ثم أراد الزنا ففكر فقال: آتي رسول الله ﷺ فيسألني: أزينت فإن قلت: نعم، حدني، وإن قلت: لا، نقضت العهد، فتركه. ثم كذلك في الخمر. فعاد إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إني تركت الجميع. فالكذب أصل كل فاحشة، وجامع كل سوء، وجالب لمقت الله ﷿. وعن ابي بكر الصديق ﵁ قال: كل الخلال يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب. وعن رسول الله ﷺ أنه قال: " ثلاث من كن فيه كان منافقًا: من إذا وعد أخلف، وإذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان " (٢) . وهل الكفر إلا كذب على الله ﷿ (٣)، والله الحق وهو يحب الحق، وبالحق قامت السموات والأرض. وما رأيت أخزى من كذاب، وما هلكت الدول، ولا هلكت الممالك، ولا سفكت الدماء ظلمًا، ولا

(١) حديث " عليكم بالصدق الخ " ورد في الصحاح الستة؛ انظر مثلًا مسلم، باب البر: ١٠٥ (٢: ٢٨٩) وفي الموطأ (الكلام: ١٦) وفي مسند أحمد: ١، ٣، ٥، ٧، ٨، ومواضع أخرى منه، وبهجة المجالس ١: ٥٧٦ وانظره في مصنف عبد الرزاق ١١: ١٥٩ من كلام ابن مسعود. (٢) ورد بصيغ مختلفة منها: آية المنافق ثلاث في البخاري (شهادات: ٢٨) ومسلم (ايمان ١٠٧، ١٠٩) ومسند أحمد ٢: ٣٥٧ وبصيغة: ثلاث من كن فيه فهو منافق، في مسند أحمد ٢: ١٩٨، ٥٣٦؛ وثلاث في المنافق: في مسند أحمد ٢: ٢٩٧. (٣) كرر ابن حزم هذا في رسالته في مداواة النفوس (رسائل: ١٤٦) فقال: لا شيء أقبح من الكذب، وما ظنك بعيب يكون الكفر نوعًا من أنواعه، فكل كفر كذب، فالكذب جنس والكفر نوع تحته.

1 / 175