رقصة الظلال السعيدة

ریحاب صلاح الدین d. 1450 AH
95

رقصة الظلال السعيدة

رقصة الظلال السعيدة

اصناف

قالت: «لا بأس. سأذهب لأحضر السلطانية.»

دخلت حجرة الطعام وعادت حاملة سلطانية زجاجية كبيرة للتوت.

قالت: «لم أستطع التحمل. أردت حياتي.»

كانت تقف على الدرجة الصغيرة الموجودة بين المطبخ وحجرة الطعام، وفجأة انزلقت منها السلطانية، إما لأن يدها بدأت ترتجف أو لأنها لم تكن قد أمسكتها من البداية على النحو الصحيح؛ كانت السلطانية قديمة وفاخرة وثقيلة للغاية. انزلقت من يديها وحاولت أن تمسك بها لكنها تهشمت على الأرض.

بدأت مادي تضحك. وقالت: «أوه، يا للجحيم! أوه، اللعنة، أوه هيل ... ين» مستخدمة واحدة من عبارات اليأس الحمقاء القديمة التي كنا نستخدمها. «انظري ماذا فعلت الآن. وأنا حافية القدمين أيضا. ائتيني بمقشة.» «استردي حياتك يا مادي. اقتنصيها.»

قالت مادي: «نعم، سأفعل. سأفعل.» «ارحلي. لا تمكثي هنا.» «حاضر، سأفعل.»

ثم انحنت وراحت تلتقط جذاذات الزجاج المكسر، ووقف طفلاي إلى الخلف يرقبانها في خشية بينما كانت هي تضحك وتقول: «لم أخسر شيئا. لدي رف كامل مليء بالسلطانيات الزجاجية. لدي من السلطانيات الزجاجية ما يكفيني لبقية عمري. أوه، لا تقفي هناك تنظرين إلي، اذهبي وأتيني بمقشة!» فذهبت إلى المطبخ أبحث في أنحائه عن مقشة وقد بدا أنني نسيت مكان وضعها. وقالت مادي: «لكن لم لا أستطيع يا هيلين؟ لماذا لا أستطيع؟»

رقصة الظلال السعيدة

الآنسة مارسيللا ستقيم حفلة أخرى. (وهي لا تدعوها «عزفا»، إما من باب الالتزام الموسيقي أو لعشقها الجارف للاحتفال.) لكن أمي ليست مبتكرة أو مقنعة في الكذب، والأعذار التي تخطر لها واهية دون شك؛ فهي قد تقول أعذارا من عينة: سيحضر عمال الطلاء، أو أصدقاء من أوتاوا، أو كاري المسكينة ستستأصل لوزتيها. وفي نهاية المطاف، لا يسعها إلا أن تقول: أوه، ألن يسبب كل هذا الكثير من المشكلات، الآن؟ و«الآن» هذه تحمل عدة تفسيرات مزعجة، ولك أنت أن تختار؛ الآن وقد انتقلت الآنسة مارسيللا من الكوخ المبني بالقرميد والخشب في شارع بانك، حيث أقيمت الحفلات الثلاث الأخيرة في حيز ضيق، إلى مكان أصغر - لو كان وصفها له صحيحا - في شارع بالا. (شارع «بالا»، أين يقع هذا؟) أو، الآن وقد أصبحت الأخت الكبرى للآنسة مارسيللا طريحة الفراش، عقب إصابتها بسكتة دماغية؛ الآن وقد صارت الآنسة مارسيللا نفسها - علينا أن نواجه هذه الأمور، كما تقول أمي - مسنة «للغاية».

تتساءل الآنسة مارسيللا في دهشة: «الآن؟» وهي تتظاهر بالتحير، أو ربما هذا شعورها حيال هذا الأمر. فهي تسأل كيف يمكن أن تشكل حفلتها لشهر يونيو كثيرا من التعب، في أي زمان، وأي مكان؟ إن هذه هي التسلية الوحيدة التي ما زالت تقدمها (وبحسب معلومات أمي، هذه هي التسلية الوحيدة التي كانت تقدمها على الإطلاق، لكن صوت الآنسة مارسيللا المسن الناعم، الثابت العزم، الفياض الود، يمنح روحا لحفلات الشاي، وحفلات الرقص الخاصة، وفي المنازل، وولائم عشاء العائلات الضخمة العدد). وإذا حدث واضطرت لعدم إقامتها فقد تصاب بخيبة الأمل بالقدر نفسه الذي يصيب الأطفال. تقول أمي لنفسها ما هو أكثر من ذلك، لكنها بالطبع لا يمكن أن تعلنه على الملأ؛ فهي تعرض بوجهها عن الهاتف بتلك النظرة الممتعضة - وكأنها رأت شيئا متسخا لم تتمكن من تنظيفه - التي تمثل تعبيرها الخاص عن الشفقة، فتعدها بالحضور. وقد تخطر لها قصص واهية للتملص من الذهاب خلال الأسبوعين التاليين، لكنها تعلم أنها ستذهب.

نامعلوم صفحہ