قال: إلى بني مراد.
قالت: والنعم والبركة.
فقالت لبابة: وهو عبد الرحمن ابن ملجم من القراء المشهورين قرأ على معاذ بن جبل
1 . أظنك سمعت به.
قالت: أنت تعلمين حالي يا خالة بل أنت أدرى مني بما هو شاغل بالي من الأحزان والمصائب فلم يبق لي عقل أذكر به شيئا غير مقتل أخي وأبي ... آه من الظلام أهل العدوان. قالت ذلك وأجهشت بالبكاء وما أسهل ما تستنزل به الدموع.
الفصل الرابع والخمسون
خطبة جديدة
وكان عبد الرحمن ينظر إليها من طرف خفي ويلاحظ ملامحها فافتتن بها أيما افتتان وكان قد سمع بجمالها وود لو أنها تكون له. ولما لقيته لبابة لم تذكر له شيئا مما عرفوه عن عزمه ولكنها قالت له: علمت بمجيئك الكوفة واعلم أنك تحب الحسان وأعرف واحدة منهن ليس أجمل منها في العراق. فجاء ولما رآها تحقق ما سمعه فانشغف بها ومن عجيب أمر هذا الرجل أنه مع عظم ما انتدب نفسه له من الأمر الهائل بقتل أمير المؤمنين وقرب اليوم المعين لم يشغله عن مغازلة الحسان شاغل. فلما سمع كلام قطام ورأى إجهاشها قال: وما الذي يحزن مولاتي؟ ألا أستطيع تفريج كربتها؟
فقالت لبابة: لا يخفى عليك ما أصابها على اثر واقعة النهروان فقد قتل والدها وأخوها رحمهما الله وهي لا يمضي يوم لا تذكر تلك المصيبة وتبكي ذينك الفقيدين ولكنني أريد أن أشغلها عن هذه الأحزان بمن يليق بها ....
ففهم عبد الرحمن أنها تلمح إلى خطبتها له فقال: إني والله أكون أسعد حظا من الجميع إذا تم لي ذلك.
نامعلوم صفحہ