قالت «نعم كل هذا صحيح».
فتعجب عمرو وسائر الحضور من صراحة إقرارها وقد كانوا يتوقعون إنكارها وتلعثمها أو على الأقل سكوتها. فلما رآها تجيب بهذه الصراحة قال لها «وكيف تظهرين هذه الغيرة على صاحب الكوفة (علي) مع علمك أن والدك لا يريد ذلك ثم لا يخطب ببالك أن تخبري والدك بخبر المؤامرة على قتلي لكي يطلعني عليه. ألا تعلمين أن عملك هذا يعد خيانة تستوجبين عليها القتل. وها أني لا زال أطيل بالي عليك لأسمع دفاعك فأخبريني أولا كيف تكونين على غير ما يريده والدك وأمير بلادك؟ ثانيا: كيف تسعين لإنقاذ علي بن أبي طالب ولا تسعين في إنقاذ أمير مصر؟»
وقبل أن تهم خولة بالجواب اعترضتها قطام قائلة «أرى مولاي الأمير يتعب نفسه بما لا طائل تحته. هل بعد إقرارها الصريح من باب للنجاة؟ لا دواء لهذه الخائنة إلا القتل».
فقالت خولة وهي تنظر إلى قطام شذرا «سوف يتضح لنا من هي الخائنة وقد يجدر بك التأدب في حضرة الأمير فإنه أعلم منك بقواعد الأحكام».
الفصل المائة
صدق اللهجة
ثم وجهت خولة خطابها إلى عمرو قائلة «أرجو من الأمير أن يطلق للساني الحرية لأقول كل ما يجول في خاطري».
قال «قولي ما بدا لك».
قالت «أما سبب مخالفتي والدي في رأيه وتحزبي للإمام علي رحمه الله فهو لأني صادقة مخلصة في فكري وقولي وهو المنحرف المتقلب. وما كنت لأصف والدي بهذا العيب لو لم يضطرني إلى ذلك
قال عمرو «وما معنى هذا؟»
نامعلوم صفحہ