هي سعيدة بأنها حبلت، ولكن كلما قرب وقت الولادة أصابها القلق، قالت لي: تبقى لي أسبوعان لكي أضع حبلي، كيف تلد النساء هنا؟ أنا عن نفسي لم أر امرأة تلد، ولكن أراهم يغلون الماء وعليه ورق شجرة النيم، ويطلبون العرافة لكي تبارك الجنين وتسميه، أليست هنالك امرأة تساعد النساء على الولادة؟
هنالك دائما الجيران والأهل، ولكن باستطاعة النساء أن يلدن دون مساعدة أحد، إنها مسألة - كما يقولون - ليست شاقة، وهكذا كل المخلوقات تلد وحدها، حتى الأفيال.
نعم، نعم.
لكنها كانت خائفة خوفا حقيقيا، فهي أول مرة في حياتها تدخل تجربة كهذه، وكانت تقول لي: كلما كبرت المرأة تعسرت في الولادة، وقد تنجب طفلا مختل العقل، وأنا الآن أبلغ الأربعين، أي قدر عمرك ثلاث مرات.
والوقت الذي كنت سأنجب فيه بسلام قضيته بين جدران المعامل، حدثيني، كم تبعد مدينة نيلو الحدودية من هنا، عبر طريق «شاري»؟ ولكن هل بإمكاني السفر؟ نعم، بإمكان جين أن يحضر لي قابلة من المدينة، نعم، بإمكانه ذلك، حتى ولو يستلف عربة الجيب من الكواكيرو.
وطلبت من جين أن يأتيها بقابلة، وأجابها فيما يعني أنه سيحضر لها الطبيب عندما يحين الوقت، ثم أصبح موضوع الطبيب والقابلة موضوع الشجار اليومي بين ماريانا وجين، وكلما قرب ميعاد الولادة اشتدت الخصومة واحتد الشجار، كانت ماريانا تتهم جين بعدم المبالاة، وأنه يعرض حياتها للخطر، ولكن مستر جين دائما ما يطلب منها ألا تستعجل قدوم الطبيب، وأنه سيحضر حالما يحين وقت الولادة. - بل قل وقت الموت.
وقت يحين وقت تخلصك مني، أنا أفهم جيدا نواياك، ولكن أليس من الإمكان أن تحقق هذا الحلم وأنا على قيد الحياة؟
قبل المخاض بيوم عاد مستر جين من رحلة الصيد التي يقوم بها عادة على عربة الكارو التي يجرها حمار الوحش، والمفاجأة أنه عاد جين وفي صندوق العربة امرأة شمطاء تلبس جلد ذئب وفي صحبتها سبعة أطفال: بنتان وخمسة أولاد، ينشدون أمام الكوخ بإيقاع حلو ونغم ساحر نشيد:
أمنا المطرة
شجرة الباباي
نامعلوم صفحہ