دع الحزن ينام
لا توقظه
أش، أش، أش.
تيري.
أنزيرا والد فلوباندو له زوجتان فقط، يعني أنه فقير، ويعني أنه كسول لا يجد في زراعة جوز الأرض، أو يتعب نفسه في جمع الكراواوا الغالي الثمن ولو أنه كان صيادا ماهرا، ولكنه لكي يحصل على صيد وفير لا بد أن يجهد نفسه في هجرة طويلة وهو لا يفعل، وزوجته الثانية تيري حصل عليها في ظروف غامضة ومنشطة لخيال الأقاويل والشبهات.
واوايامو هي الزوجة الأكبر عمرا، وهي الأجمل أيضا، والأكثر تحملا للمسئولية، الصانعة للطعام، المائحة، هي أم الأطفال، بذور لأشجار الغد الكبيرة، ولكن ليست هي المرأة الأكثر قربا إلى قلب أنزيرا، كان يتوجه بكل ما حباه خالق الدغل من عاطفة نحو تيري التي كان حظها من الجمال متواضعا؛ لونها أصفر كقرد الطلح، نحيفة، لها عجيزة هزيلة، وكأنها لم تأكل في حياتها كراواوا، فوق ذلك كله كانت كسولة مدللة، تحتاج لساعتين لجلب قربة ماء واحدة من البئر، ربما جمالها فقط في عينيها، حيث إنهما تمتازان ببريق غريب؛ لمعان مكسور مدهش، يجبر كل من ينظر إليها أن يفكر قليلا فيما رأى، عيناها ساحرتان، ولكن لا أحد هنا يهتم بمسألة العينين، فإنهما لا تصنعان خبزا ولا تطبخان جوزا أو تجلبان ماء من البئر البعيدة أو تصنعان كراواوا.
جاءت تيري وحدها إلى منزل أنزيرا، أقامت معه، في الأصل من «شاري»، هذا ليس مؤكدا، قابلها صدفة ذات مرة وهو عائد من رحلة صيد الماعز البري، سبيت، رآها تنام تحت شجرة موز كبيرة تغطيها بعض صفقات من شجرة تك مجاورة، تتوسد ثمرة دليب، خاف في بادئ الأمر؛ لأنه ظنها فتاة من قبيلة «كا» في وضع اصطياد، ومعروف أن «الكا» يستخدمون صباياهم الجميلات في اصطياد الذكور من البشر والحيوانات على حد سواء، بينما هو يحاول الهرب إذ تعثر قدمه بعشبة فتحدث كشكشة توقظها فتناديه بلهجة «شاري»؛ فيطمئن لأن «الكا» لا يتحدثون بلهجة «شاري» بالذات فهي لهجة الصالح برم بجيل، وقد حرمها عليهم يستحيل أن ينطق بها لسانهم.
لا تخف.
أنا اسمي تيري، تيري من قبيلة «شاري».
ماذا تفعلين هنا؟
نامعلوم صفحہ