نعم.
ولكنكم وأنتم تحضرون اللقاء المقدس على عربة جاء بها البونا البرص من قبل وعلى ظهرها آلات الموت وجند من الشيطان، والأسوأ أن يأتي في صحبتكم أبرص، أليست هذه خيانة بينة لآلاف من السلف أخذهم البرص بعيدا خلف البحار وباعوهم كما تباع الأبقار؟ أخشى - وباسم ذات التقدم - أن تأتوا غدا وفي صحبتكم الشرقيون الذين هم أكثر سوءا وتقولون إنهم ضيوفنا، لماذا ترفضونهم؟ هل لأن من أبيدوا وهجروا ومسخوا هم أفراد تعرفونهم بالاسم؟ هل من حق من لا يعرفهم بالاسم أن يصالح الشرقيين؟
وقال قولا كثيرا.
طلب مستر جين الفرصة أن يقول، فسمح له سلطان قدايا بنفسه: لنر ماذا يقول؟
أولا حيا مستر جين سلطان قدايا بلغته القومية ولهجته الخاصة بأسلافه من «فترا»، وهي اللهجة التي يجهلها شباب اليوم، حيا كل كواكيرو القبائل واحدا واحدا، بأسمائهم ولهجات قبائلهم الخاصة، قدم للجميع احترامه باللهجة الشائعة، هي اللغة المتداولة بين جميع قبائل الدغل، ثم تحدث عن الماضي؛ تجارة الرقيق، الاستعمار، الاستعباد، سرقة الثروات، التهجير، القتل الجماعي، التطهير العرقي، الاستيلاء على الأرض والماشية والذهب.
قال: حدث ذلك في زمن لن يأتي أبدا، لم يعد العالم كما كان في السابق، وليس برص الأمس هم برص اليوم، فاليوم لا يستطيع أحد الاستيلاء على أرض أحد بالقوة بحجة الاستعمار والبناء، لا يستطيع ذلك باسم الدين وبشاراته، ولا باسم الحضارة ومنجزاتها، ولا بأي من المسميات.
ثم حاول بقدر الإمكان أن يشرح لهم فكرة الأمم المتحدة، الحكومة الراعية لمصلحة جميع الدول بمحاكمها ومنظماتها الفرعية الأخرى، وكيف أنهم أعضاء فيها عن طريق حكومتهم المركزية، متجنبا أن يذكرها بالاسم؛ حكومة الشرق، وركز على هذا الأمر لأن سلطان قدايا في خطابه قال بوضوح: هكذا البرص دائما، يأتي رجل واحد منهم، يلتفت يمينا ويسارا ويذهب دون أن يثير الانتباه، ثم يعود في رفقة رجلين، يبنون بيتا ويقولون لكم إنه بيت الرب، جئنا ببشارته، ثم يأتي الآخرون وفي صحبتهم آلات الموت، ثم يطلبون أرضكم وأبناءكم باسم الرب وبشاراته أو باسم الشيطان وآلات موته، والآن لا يذكرون شيئا عن بشارات الرب ولكنهم يقولون إنهم رسل الحضارة.
انظروا، انظروا، هل وكلهم أحد بانتشالنا من الجهل والتخلف؟
إنه الموت، إنه الرق، إنه الرب الجديد ...
قال مستر جين: أما بشأني، أنا جئت إلى بلدكم لشيء واحد هو أن زوجتي مريضة بالتلوث،
نامعلوم صفحہ