هتف في بؤس: ماذا تقول؟ عن ماذا سألتك؟
إنها تقول شيئا.
قالت فلوباندو بهدوء وحشي بارد: إنها تقول يجب أن نعود إلى البيت.
سألت سنيلا في وداعة: ماذا يقول الرجل؟
قالت لسنيلا عبر رطانة شائكة: يقول إنه تعب ويريد أن يأخذ قسطا من الراحة!
قالت سنيلا وفي فمها ابتسامة غريبة: دعيه يرتاح، سنأتي إليه عند المساء، أحس أنه رجل مختلف بعض الشيء، ولو أنني ما كنت أظنه سيصرفنا هكذا، فلنذهب الآن.
وذهبتا.
أحس سلطان تيه بينه وبين نفسه أن هنالك خيانة ما، حدث ما حدث وهم وقوف عند باب الكهف في سرعة البرق، وهما تمضيان بعيدا تذوبان في الغابة كأنهما الحلم يهرب، كأنهما كابوس لذيذ يذوب في الأعشاب تدريجيا تمتصه الغابة، صباح غريب حقا.
وعندما عاد إلى أهل الكهف فكر في أن ينحت ولو عضلة واحدة من فخذ سنيلا، ليخلدها كما خلد حمران، لكن فجأة هاجمه سؤال: لماذا لم يكن هنالك خطأ في الترجمة متعمد؟ هل تحبني فلوباندو وتريدني لنفسها؟ هل تغير فلوباندو من سنيلا؟ وتذكر أن فلوباندو قالت له ذات مرة في معرض حديثها عن آل جين وغرائبهم أن مستر جين استحلم لها الشيطان، أكد لها أنها لن تتزوج إلا شخصا غريبا، هل أنا هو الشخص الغريب؟ لا، أنا سأتزوج سنيلا، شاءت فلوباندو أم أبت، هذه المتوحشة الجميلة سنيلا خلقها الله من أجلي، وما القدر الذي أتى بي إلى هنا إلا تدبير من الله. •••
جاءه الحارسون بلحم مجفف مذءوب وماء، أتوه بمشروب له رائحة ذكية ورغوة ناصعة البياض، دنبا، شراب الأناناس. عندما حل المساء هتفت أطيار السقد معلنة مضي الربع الأول من الليل، سمع وقع أقدام.
نامعلوم صفحہ