إيفيجنيا :
أنا أدري ذلك يا مولاي، وأعلم أن الموت غاية أملي ورجاي.
أشيل :
أنت تموتين ...؟ لا والله، فاتركي هذا القصد الوبيل، واعلمي أنني متصل بك باليمين وأن حياتك معلقة على حياة أشيل.
إيفيجنيا :
لا يا سيدي فقد حالت بيننا الأقدار، فهي تأبى أن تكون نصيبك من كان نصيبها الدمار. نعم لقد حال القدر دون قربنا وزفافنا. وقد جعل الدهر سفك دمائي ثمرة حبنا وائتلافنا، فتصور يا مولاي ما ستناله من المجد والفخر، واذكر ما سيكون لك من رفعة المقام وبهجة النصر، واعلم أن هذا الجيش المتجمع حواليك، إذا لم تسفك دمائي اليوم لا يعود بفائدة عليك، تلك إرادة الآلهة أنزلت إلى أبي فباطلا تحاول نجاتي وقد انتشر هذا الأمر في اليونان، فارحل وانتصر وأنا أحتمل مماتي وهيهات أن تقبل الآلهة من يقوم مقامي أو يكون فدية لحياتي، فاذهب وساعد أبي فيما ينويه، وحول غضبك إلى خصومه وأعاديه. اذهب إلى ترواده، واجعل بكاء نسائها بكاء علي، وأنا أموت على هذا الأمل غير خائفة من موتي وراضية بما يصل إلي، ويكفيني إذ لم أقترن بأشيل في الحياة، أن يقترن تذكاري وتذكارك بعد الممات، حتى يكون موتي الذي سبب لك الانتصار مرددا على ألسنة الناس ومخلدا في بطون الأسفار، وأنا أستودعك الله أيها الحبيب فعش بسلام.
أشيل :
لا، لا أقبل منك وداعا، ولا أسمع هذا الكلام، وهيهات أن تطيعي أباك وتذيقيني لوعة وفاتك، وعبثا ترغبين في الموت لأتخلى بذلك عن حياتك، فإن كل ما تذكرينه من المجد والانتصار، أقدر أن أناله بأسره إذا خلصتك من الموت والدمار، وإلا فلماذا أساعد على الحرب أباك، إذا كان يبعدك عني ويحرمني من بهجة مرآك؟ إذن فاعلمي أن حبي ومجدي يقضيان ببقائك، فهلمي واتبعيني فهيهات أن أسمح بسفك دمائك.
إيفيجنيا :
ماذا أنا أعصي أبي كالجاني
نامعلوم صفحہ