مسلم مسافرین بیچلے دور میں
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
اصناف
وشاهد عبد اللطيف أبا الهول وأعجب بتناسب وجهه وباستطاعة الفنان أن يحفظ نظام التناسب في الأعضاء مع عظمها.
وصفوة القول: أن البغدادي أطنب في وصفه آثار مصر وأعمل الفكر في بيان عظمتها، وحسبنا أنه ختم ما كتبه عنها بعبارة أودعها كل شعوره في هذا الصدد. قال: «وإذا رأى اللبيب هذه الآثار، عذر العوام في اعتقادهم عن الأوائل بأن أعمارهم كانت طويلة وجثثهم عظيمة، أو أنه كان لهم عصا إذا ضربوا بها الحجر سعى بين أيديهم، وذلك أن الأذهان تقصر عن مقدار ما يحتاج إليه في ذلك من علم الهندسة، واجتماع الهمة، وتوفر العزيمة، ومصابرة العمل، والتمكن من الآلات، والتفرغ للأعمال، والعلم بمعرفة أعضاء الحيوان، وخاصة الإنسان، ومقاديرها، ونسب بعضها من بعض، وكيفية تركيبها، وبصفاتها، ومقادير وضع بعضها من بعض.»
وقد أطنب عبد اللطيف في وصف حمامات مصر وقال: إنه لم يشاهد «أتقن منها وصفا ولا أتم حكمة ولا أحسن منظرا ومخبرا. أما أولا فإن أحواضها يسع الواحد منها ما بين روايتين إلى أربع روايا وأكثر من ذلك، يصب فيه ميزابان ثجاجان حار وبارد، وقبل ذلك يصبان في حوض صغير جدا مرتفع، فإذا اختلطا فيه جرى منه إلى الحوض الكبير، وهذا الحوض نحو ربعه فوق الأرض وسائره في عمقها ينزل إليه المستحم فيستنقع فيه. وداخل الحمام مقاصير بأبواب، وفي المسلح أيضا مقاصير لأرباب التخصص حتى لا يختلطوا بالعوام ولا يظهروا على عوراتهم. وهذا المسلح بمقاصيره حسن القسمة مليح البنية وفي وسطه بركة مرخمة وعليها أعمدة وقبة وجميع ذلك نرزوق السقوف مفوف الجدران مبيضها مرخم الأرض بأصناف الرخام مجزع باختلاف ألوانه، وترخيم الداخل يكون أبدا أحسن من ترخيم الخارج، وهو مع ذلك كثير الضياء مرتفع الآذاج، جاماته مختلفة الألوان ضافية الأصباغ بحيث إذا دخله الإنسان لم يؤثر الخروج منه؛ لأنه إذا بالغ بعض الرؤساء أن يتخذ دارا لجلوسه، وتناهى في ذلك لم تكن أحسن منه».
والواقع أن عبد اللطيف البغدادي أعجب بكل ما شاهد في القاهرة من غرائب الأبنية ووسائل الراحة التي قرنها أحد العلماء المحدثين بما نعرفه في الفنادق الحديثة من أرقى المخترعات وأساليب الترف.
1
الإسكندر الأكبر في حديقة، أشجارها من الذهب، وقباب معابدها مغطاة بالذهب ومرصعة بالأحجار الثمينة. صورة من مخطوط فارسي من تاريخ الإسكندر للشاعر نظامي، كتب في القرن الحادي عشر الهجري (17م). (عن بلوشيه).
ابن سعيد وابن فاطمة
ولد علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد المغربي في غرناطة حول سنة (610ه/1214م). وتلقى العلم في إشبيلية، ثم أدى فريضة الحج مع أبيه، ولكن أباه توفي في طريقهما للعودة إلى أرض الوطن سنة 639ه، وأقام الابن في الإسكندرية بضع سنوات، ثم قام برحلات طويلة في العراق والشام والحجاز وتونس وأرمينية، واتصل ببعض أمراء المسلمين وعلمائهم. وتوفي في الربع الأخير من القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي).
وقد دون ابن سعيد أخبار بعض رحلاته. وأفاد من مشاهداته فيما ألف من كتب التاريخ. وقد خلف تواليف كثيرة معظمها مخطوط إلى الآن، فلم يطبع إلا بعضها وأجزاء من البعض الآخر، ولا سيما من كتاب «المغرب في حلى المغرب» وهو كتاب كبير أتم ابن سعيد تأليفه بعد أن بدأه أبوه وجده من قبله.
وأكبر الظن أن ابن سعيد جال في غربي أفريقية، ورأى مصب نهر السنغال. أو لعله نقل ما كتبه في هذا الصدد عن الرحالة ابن فاطمة، الذي قام برحلة بحرية جنوبي مراكش، وغرقت السفينة التي كان فيها عند الرأس الأبيض (جنوبي المستعمرة الإسبانية التي تعرف الآن باسم ساحل الذهب)، بعد أن توغل عند الأوروبيين حينذاك.
نامعلوم صفحہ