رحلات الفضاء: تاريخ موجز
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
اصناف
مكوك الفضاء ومحطات الفضاء
شكل حادث «تشالنجر» في يناير 1986 بشكل أساسي الفصل الثاني من برنامج المكوك؛ فهو لن يطلق بعد الآن أقمارا صناعية تجارية؛ كما توقفت بعثات الأمن القومي السرية بعد أن أطلقت المكوكات الحمولات القليلة التي لا يمكن وضعها في مركبات الإطلاق المستهلكة في المدار. ولم تستأنف الرحلات المكوكية حتى سبتمبر 1988 وأرسلت آخر بعثة لوزارة الدفاع الأمريكية عام 1992.
2
وقد هيمنت مجموعة غير متجانسة من رحلات وكالة ناسا على البيان - تليسكوب هابل الفضائي وبعثات إصلاحه وصيانته، والمركبات الفضائية الكوكبية وغيرها من المركبات العلمية المتبقية من قبل الحادث، وبعثات مختبر الفضاء التي قضت فيها الأطقم، التي غالبا ما كانت تضم رواد فضاء أوروبيين أو كنديين أو يابانيين، حوالي أسبوعين في ممارسة مهامها العلمية في المدار. ولكن كانت الرحلات إلى محطات الفضاء هي التي أصبحت في نهاية المطاف جزءا كبيرا من جدول رحلات المكوك وسبب وجوده، وهي عودة إلى الغرض الذي صمم من أجله في الأصل.
صممت محطة «فريدم» الفضائية التابعة لوكالة ناسا، التي نشأت كمشروع للحرب الباردة من قبل إدارة ريجان، ليتم تجميعها في الفضاء من الوحدات التي يحملها المكوك إلى الفضاء. لكن محطة الفضاء «فريدم» كانت تعاني من مشاكل منذ البداية. في واحدة من أكثر حالات بخس الأسعار فظاعة لاسترضاء المؤسسة السياسية، وهو نمط سلوك مألوف في المجمع الصناعي العسكري الأمريكي. وعدت وكالة ناسا في 1983-1984 بأنها يمكن أن تبني محطة كبيرة جدا ومتعددة الأغراض بحلول عام 1992 مقابل 8 مليارات دولار فقط. ثم نجحت في جعل وكالة الفضاء الأوروبية واليابان تتعهدان بإضافة وحدات مختبرية خاصة بهما، وستزود كندا ذراع مناورة مشتقة من نسختها المكوكية. إلا أن الوكالة ومقاوليها لم ينجحوا بحلول الموعد الأصلي المستهدف في بناء أي أجهزة طيران تقريبا. وبدلا من ذلك، أنفقت المليارات على عمليات إعادة تصميم ورقية، وتفاقمت بسبب بنية إدارية ضعيفة وواسعة تعكس ثقافة ناسا في تقسيم الغنائم بين المراكز المتنافسة. وفي حين صاغت الوكالة البرنامج باعتباره نقطة انطلاق لاستكشاف الفضاء العميق، فقد تصرفت كما لو كانت أولويتها الأولى هي الحفاظ على البنية التحتية الأرضية الكبيرة التي تم إنشاؤها ل«أبولو» - وهو هدف يتقاسمه أعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الشيوخ الذين يمثلون المقاطعات والولايات مع مرافق ناسا أو مقاوليها الرئيسيين.
3
ومع ذلك، فإن زيادة الميزانية التي لا نهاية لها وعمليات إعادة التصميم قد قوضت الجدوى السياسية للمحطة، مما فاقم مشاكل ناسا في نهاية الحرب الباردة. أطلق خطاب الرئيس بوش عام 1989 مبادرة استكشاف الفضاء، التي تهدف إلى استكمال محطة «فريدم» الفضائية، وبناء قاعدة قمرية، وإرسال البشر إلى كوكب المريخ بحلول عام 2019. ولكن هذا البرنامج الطموح سرعان ما وئد في الكونجرس عندما خرجت وكالة ناسا بتقدير لا يطاق سياسيا يبلغ نصف تريليون دولار (1 تريليون دولار اليوم) - في الوقت نفسه الذي كان الأساس المنطقي لسباق الفضاء يتلاشى.
4
ثم جاء موضوع مرآة هابل في منتصف عام 1990 الذي تسبب في إحراج وطني، وتلته مشاكل أجنبية ومحلية أثرت على الميزانية الوطنية. وتوقفت فجأة الزيادات الكبيرة التي تلقتها وكالة ناسا في أواخر الثمانينيات. وكما أشرت في الفصل الثالث، فإن إدارة بوش المحبطة بسبب الأداء الضعيف للوكالة وأساليبها البيروقراطية، طردت مدير وكالة ناسا ريتشارد ترولي وعينت شخصا دخيلا على الصناعة وهو دانيال جولدين في أبريل 1992. وكان هدفه هو زلزلة الوكالة بأساليب «أسرع وأفضل وأرخص» معتمدة من برامج الفضاء العسكرية. ولكن نظرا إلى أن مراكز رحلات الفضاء المأهولة كانت بحاجة إلى محطة الفضاء للحفاظ على القوى العاملة الموجودة لديها وتوفير برنامج بخلاف المكوك، فقد وجد نفسه يحاول إنقاذ مشروع كان نموذجا للبطء والاهتمام بالمصلحة الخاصة اللذين كانت وكالة ناسا تعاني منهما، وكان هو يحاول إصلاحهما.
ومن المفارقات أن خلاص محطة «فريدم» الفضائية جاء من خلال الاندماج مع برنامج العدو السابق. كان السوفييت قد أطلقوا محطة «مير» في الفضاء عام 1986، وهي تطور أكثر تعقيدا ومرونة لمحطات «ساليوت» المدنية. تضمنت المحطة محول إرساء متعدد سمح بإضافة المزيد من الوحدات على مدى السنوات القليلة المقبلة، متيحا إقامة أطول لرواد الفضاء وتجارب علمية أكثر تعقيدا. لكن انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 أدى إلى تخفيضات شديدة في الميزانية لجميع الإدارات الحكومية، بما في ذلك برنامج الفضاء المأهول. وألغيت نسخة سوفييتية من المكوك تسمى «بوران» (وتعني بالعربية «عاصفة الثلج») بعد رحلة واحدة بدون طيار في عام 1988، كما ألغي الصاروخ السوفييتي المعزز الذي كان يضاهي الصاروخ «ساتورن 5» والذي أطلق عليه «إنرجيا» ولم يكن قد أطلق إلا هذا المكوك وقام باختبار فاشل في عام 1987. وأجل إحلال محطة «مير» الفضائية القديمة، ولم يكن لدى وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، التي تأسست في عام 1992 لمنح المنظمات الغربية شريكا، سوى القليل من المال، كما لم تكن تتمتع بسلطة على قوات الفضاء العسكرية أو مكاتب التصميم القوية التي تتم خصخصتها وتحويلها إلى شركات خاصة.
نامعلوم صفحہ