رحلات الفضاء: تاريخ موجز
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
اصناف
JATO
في الحرب العالمية الثانية روبرت جودارد على التحول إلى العمل لصالح الأسطول في ماريلاند، وشجع على تطوير أول شركتين لإنتاج الصواريخ ذات المواد الدافعة السائلة في الولايات المتحدة: شركة «ريأكشن موتورز» المنبثقة عن جمعية الصواريخ الأمريكية في نيويورك، وشركة «إيروجت» المنبثقة عن جماعة كالتيك في باسادينا. كل هذا التطوير الوطني خلق خبرة أصلية وطنية للحرب الباردة القادمة، حتى وإن كانت النتائج الفعلية متواضعة أثناء الحرب.
15
أدرك الاتحاد السوفييتي أعمال الصواريخ الألمانية بالتجسس على الألمان والحلفاء، وباحتلال الجيش الأحمر لمواقع اختبار صواريخ «في-2» في بولندا. في أغسطس 1944، أمر ستالين بإطلاق سراح خبيرين مهمين في الصواريخ من معتقل جولاج، وهما سيرجي كوروليف وفالونتين جلوشكو، وكان الأخير متخصصا في محركات الصواريخ. اعتقل الاثنان في عام 1938، وكادا يقتلان، نتيجة لحركة التطهير الكبير المروعة التي أودت بحياة ملايين البشر. أطلقت النيران على أكبر قائدين في معهد بحوث الصواريخ. فيما بعد اتخذ التطهير الجنوني الذي قام به ستالين مبررا مناسبا لفشل البرنامج السوفييتي في الوصول إلى إنجازات الألمان، ولكن معهد الصواريخ أعيق بالمناحرات الداخلية في منتصف الثلاثينيات على الاختيار ما بين المواد الدافعة الصلبة والسائلة، وبين الصواريخ الباليستية والمجنحة، وغيرها من الاختيارات التكنولوجية. وكان من بين مميزات مشروع الوقود السائل الألماني تركيزه الشبيه بالليزر على الصاروخ الباليستي طويل المدى الذي يعمل بالأكسجين السائل والكحول، وهي تركيبة المواد الدافعة التي اقتبسها فون براون من أوبرث وميناء برلين للصواريخ.
16
ومن المفارقات الغريبة أنه عند نشر صواريخ «في-2» أخيرا في مدن غرب أوروبا في سبتمبر 1944، لم تكن «سلاحا مذهلا.» كان يوزيف جوبلز وزير الدعاية قد أطلق هذه التسمية على صواريخ «في-1» و«في-2»، وعلى المعجزات التكنولوجية الأخرى التي كان من المفترض أن تقي من اندلاع حرب كارثية. على الأقل كان صاروخ «في-1» الخاص بالقوات الجوية، الذي أطلق أولا على لندن في يونيو 1944، زهيد الثمن وحول انتباه قوات الدفاع الجوي للحلفاء إلى استهدافه. أما صاروخ «في-2» الخاص بالجيش فهو بعشرة أضعاف التكلفة وكان معقد التصنيع للغاية ويطلق بأعداد ضخمة، ولا يشتت انتباه إلا عدد أقل من موارد الحلفاء، لأنه كان أسرع من الصوت، وبالتالي كان من المستحيل اعتراض سبيله. وكانت قذيفته شديدة الانفجار - لم ينتهوا قط من قذيفة الغازات السامة - تصنع حفرة كبيرة في الأرض بهذه السرعة الرهيبة، ولكنها كانت تفتقر إلى الدقة والموثوقية، وكان ذلك ينطبق أيضا على صواريخ «في-1». بالكاد كان بالإمكان إصابة منطقة حضرية ضخمة. وخصوصا في حالة صواريخ «في-2»، كانت وسيلة مكلفة للغاية لإلقاء طن من المتفجرات الشديدة الانفجار. وبحلول 1943-1944، كانت بريطانيا وأمريكا قد توصلتا إلى تكنولوجيا قاذفة قنابل بأربعة محركات وأتقنوها لدرجة أنهم كانوا يستطيعون تدمير مدن بأكملها وقتل عشرات الآلاف من البشر في ليلة واحدة - وكان ذلك قبل ظهور القنبلة الذرية المفاجئ في أغسطس 1945. كانت قوة سلاح صواريخ «في» بالمقارنة قوة مذهلة ولكنها كانت غير فعالة استراتيجيا. لقد كانت تكنولوجيا القذائف والصواريخ الألمانية غير ناضجة بما يكفي لأن يستفاد منها عسكريا، أكثر من كونها قد تأخرت بحيث لم تستطع تغيير نتيجة الحرب.
17
لكنها كانت تتمتع بإمكانيات ضخمة ومثلت هدفا مهما لقوات الحلفاء عندما غزوا الرايخ في ربيع 1945. بانتهاء الحرب، بدأ صراع على امتلاك الأيدي العاملة والتكنولوجيا الألمانية، الأمر الذي أنبأ ببداية الحرب الباردة. كانت الولايات المتحدة هي أكثر الفائزين، ولكن الاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا التي بعثت للحياة مرة أخرى حصلوا جميعا على غنائم. لم يكن لرحلات الفضاء أية صلة بالأسباب التي جعلت التكنولوجيا الألمانية مهمة ومرغوبة في 1945، ولكنها كانت ستمكن من الوصول إلى الفضاء في غضون فترة زمنية قصيرة جدا.
سباق صواريخ الحرب الباردة والخطوات الأولى في طريق الفضاء
استسلم دورنبرجر وفون براون لجيش الولايات المتحدة في جبال الألب يوم 2 مايو، بعد ثلاثة أسابيع من اجتياح القوات الأمريكية لمصنع ميتالفيرك. ونظرا لأن معظم قيادة بيناموندا كانت بالقرب من أحد هذين الموقعين، استطاعت الولايات المتحدة اصطياد أهم قادة البرنامج. وقرر قسم الذخائر أخذ مائة صاروخ «في-2» إلى الولايات المتحدة لاختبارها، على الرغم من أن معظم ما شحن كان عبارة عن أجزاء من الصواريخ لعدم وجود أي صواريخ كاملة تقريبا. تمت هذه العملية بسرعة؛ إذ كان هذا المصنع السري في المستقبل منطقة تحت الاحتلال السوفييتي.
نامعلوم صفحہ