85

فبدا الغضب على وجه الملك وقال بحنق: هل يصح أن يذعن فرعون لإرادة الناس؟

فقال الرجل بصراحة وجسارة: مولاي، إن سعادة الشعب أمانة عهدت بها الآلهة إلى ذات فرعون، فلا إذعان، لكن تعطف من مولى قادر على عباده.

فضرب الملك الأرض بصولجانه وقال: لا أرى في التراجع سوى الخنوع.

فقال الرجل: معاذ الرب أن أشير إلى مولاي بالخنوع، ولكن السياسة بحر لجي، والحاكم كالربان يتفادى الريح العاصفة، وينتهز الفرصة السعيدة.

ولكن الملك لم يعجبه قوله، وهز رأسه باحتقار وعناد، واستأذن سوفخاتب طالبا الكلام، وسأل حاكم طيبة قائلا: هل لديك دليل على أن الشعب يشاطر الكهنة عواطفهم؟

فقال الحاكم بثبات ويقين: نعم يا صاحب القداسة، لقد بثثت عيوني في الأقاليم، فشهدوا غضب الشعب عن كثب، وسمعوه يخوض فيما لا يجوز الخوض فيه.

وقال حاكم فرمونتس: وهذا ما فعلته فجاءتني أنباء مؤسفة.

وأدلى كل حاكم بدلوه، ودلت أقوالهم على خطورة الحال، وانتهت بذلك أول مقابلة من نوعها تشهدها قصور الفراعنة.

واجتمع الملك على الأثر بوزيره وقائد حرسه في جناحه الخاص، وكان غاضبا مهتاجا يتهدد ويتوعد وقد قال للرجلين: إن هؤلاء الحكام مخلصون أمناء، ولكنهم ضعاف، ولو أخذت بنصائحهم لعرضت عرشي للهوان.

وسرعان ما أمن طاهو على رأي مولاه وقال: إن التراجع هزيمة يا مولاي!

نامعلوم صفحہ