رسالة في رد الاعتراضات على كتاب الفصول
رسالة في رد الاعتراضات على كتاب الفصول
اصناف
الشك: أن اعتبار عدم الاحتمال في الأمراض الحادة دون المزمنة يفهم منه عدم صحة اعتباره فيها لكن في المرضى أمراضا مزمنة إذا احتملوا التدبير البالغ في اللطافة أعان على قصر مدد أعراضهم وتقريب منتهاها، وعلى ذلك لا يذم فيهم (الا: شا) مع احتمالهم له.
[commentary]
الجواب: من وجهين أحدهما أن حكم (ال: شا) بقراط برداءة هذا التدبير في الأمراض المزمنة بالنظر إلى مدتها مطلقا من حيث هي لا بالنظر إلى أحوال المرضى الخاصة معها، وهذه الأمراض كيف كانت فيه داخلة في حكم الطويل من الأمراض لأنها أطول مدة من مدة الحادة، ولذلك كم التدبير للبالغ في اللطافة فيها وحكم برداءة لأن القوة لا تبقى معه فيها إلى منتهاها فوجب المنع من استعمال هذا التدبير البالغ في PageVW0P005A اللطافة فيها.
[commentary]
الثاني: أن احتمال هؤلاء للتدبير البالغ في اللطافة يكون في قليل من الأحوال جزئية؟ كما في أوقات نوائب الحميات المزمنة كالربع، فإن هذا التدبير ربما احتمله أصحابها في وقت النوبة ولا يحتملونه فيما عداه فيكون حكم أبقراط برداءة هذا التدبير وذمه في جميع الأمراض المزمنة بحسب غالب أوقاتها وأكثرها لا بحسب أوقاتها إلا بحسب أوقاتها الخاصية التي هي قليلة فيها. وأما الأمراض الحادة فإن مددها تختلف فبعضخا قصير جدا وينقضي في الرابع وبعضها طويل وأطول وينقضي في الأسبوعين (عين: فا) والثلاثة وإلى الأربعة. وقد يمتد حتى تصير منقلبة، فلذلك ما لا ينفصل منها في أول بحران لا يحتمل أن يكون تدبيره في الغاية القصوى، فلذلك يكون يعلق حكمه يذم التدبير الذي في الغاية القصوى فيما يتطاول مدته لأنه يجتمع على قوة حدة المرض وتطاوله وتلطيف التدبير فلا تثبت القوة فيه حتى ينقضي، وهذه أكثر الحادة، ولذلك أطلق القول يذم التدبير البالغ في اللطافة بقوله في جميع الأمراض المزمنة ولم يشبها؟ فيه عدم الاحتمال ولم يطلق القول يذمه في الأمراض الحادة بل قال جميع الأمراض الحادة، ويريد أكثرها وشرط فيها عدم الاحتمال لتخصيص البعض الأقل. وأما ما لا يتجاوز إلى الأسبوع الثاني منها فيحتمل هذا التدبير ولا يذم فيه، وهذا في الحادة.
[commentary]
وقد أورد أبو بكر زكريا الرازي على هذا الفصل قولا كالشرح والتأويل PageVW0P005B وهو يجب أن يحمل قول أبقراط في الأمراض المزمنة على الحميات وحدها فإن من الأمراض المزمنة ما ينتفع بالتدبير اللطيف كالنقرس والصرع كأنه يرى أن جميع الحميات من الأمراض المزمنة إذ لم يخصص منها منتهاء وهذا خطأ فإن الحميات الدموية والصفراوية الخالصة من الأمراض الحادة لا من المزمنة، ويرى الصرع والنقرس من الأمراض المزمنة ويدبر بالتدبير اللطيف وهذا أيضا خطأ فإن لكل واحد من الأمراض ذوات النوائب تدبيران تدبير من جهة أوقاته الكلية وهو التغليظ وتدبير من جهة أوقاته الجزئية وهو التلطيف لأنه في ذلك الوقت في حكم الحاد من الأمراض يقصر المدة ، ومراد أبقراط برداءة التدبير البالغ في اللطافة إنما هو في الأمراض المزمنة من جهة أوقاتها وطولها لا من جهة أنها تكون حادة أو مضاهية للحادة.
[commentary]
قال أبو القسم بن أبي صادق: التدبير البالغ في اللطافة ردئ في جميع الأمراض المزمنة لأن هذه الأمراض شأنها أن تطاول والقوة لا تبقى إلى المنتهى مع هذا التدبير لكن يجب أن يستعمل فيها إما التدبير اللطيف أو ما هو أغلظ فليلا، وهاهنا سها الرازي لأنه خفي عليه الفرق بين التدبير اللطيف والبالغ في اللطافة فإن المنقرس والمصرع تتحرك؟ فوتهما مع التدبير البالغ في اللطافة قبل المنتهى ولا كذلك مع التدبير اللطيف الذي هو غير بالغ في اللطافة.
[commentary]
نامعلوم صفحہ