فيا ويل ابن المقفع ما أكذب قيله! وأضل عن سبيل الحق سبيله!! متى قيل له - ويله - ما قال ؟! أو زعم له أن الأمر في الله كذا كان ؟! ومتى - ويله - قلنا له أن من قوتل هو من قذف بالقذف ؟! وأن الله في نفسه هو المحترس أف لقوله ثم أف!! بل الله هو المانع لأعدائه، من أن يصلوا من العلو إلى مقر أوليائه، تعريفا - بعدل حكمه، وفيما تعلم الملائكة من علمه - بين الشياطين العصاة، وبين الملائكة المصطفاة، ورحمة منه سبحانه للآدميين، وإقصآء عن علم السماء للشياطين، توكيدا به لحجته سبحانه وإحداثا، وإحياء به لموتى الجهالة وانبعاثا، وإكراما منه بذلك لنبيه، وصيانة منه لوحيه.
فمن أين - يا ويله - أنكر من هذا ما كان مستبانا ؟! وما يراه الناس في كل حال عيانا ؟! أو يقول إن ما يرى من هذا لم يزل، وأنه ليس بحادث كان بعد أن لم يكن، فأين كانت مردة قريش عن الرسول به ؟! ودلالتها للعرب فيه على كذبه، وهو يزعم لها أن ما رمي بها عند بعثته، وأن الرمي بها علم من أعلام نبوءته، فلو كانت عند قريش - على ما قال - حالها، لكثرت على الرسول فيه أقوالها، ولما أرادوا من شاهد أكبر بيانا من هذا في إكذابه، ولكن ابن المقفع يأبى في هذا وغيره إلا ما ألف من ألغابه.
صفحہ 149