الرد على الزنادقة والجهمية
الرد على الزنادقة والجهمية
تحقیق کنندہ
صبري بن سلامة شاهين
ناشر
دار الثبات للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
بيان ما فصَّل الله بين قوله وخلقه
وذلك أن الله جعل ثناؤه إذا سمى الشيء الواحد باسمين أو ثلاثة أسامٍ فهو مرسل غير منفصل، وإذا سمى شيئين مختلفين لا يدعهما مرسلين حتى يفصل بينهما من ذلك قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا﴾ [يوسف: ٧٨] .
فهذا شيء واحد سماه بثلاثة أسامٍ، وهو مرسل، ولم يقل: إن له أبًا وشيخًا كبيرًا ١.
وقال: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ﴾ . ثم قال: ﴿ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ [التحريم: ٥] .
_________
١ انظر: الإبانة "١٦٦/٢، ١٦٧".
٢ هذه الواو يسميها بعض المفسرين بـ"واو الثمانية".
قال الشوكاني في فتح القدير "٥٩٣/٢": وقيل: إن الواو زائدة. وقيل: هي واو الثمانية المعروفة عند النحاة، كما في قوله تعالى: ﴿ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ وقوله: ﴿وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ وقوله: ﴿سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ . وقد أنكر واو الثمانية أبو علي الفارسي، وناظره في ذلك ابن خالويه.
وقال ابن القيم في بدائع الفوائد "٥١/٣":
فصل: الكلام على واو الثمانية قولهم: إن الواو تأتي للثمانية ليس عليه دليل مستقيم، وقد ذكروا ذلك في مواضع فلنتكلم عليها واحدًا واحدًا: الموضع الأول: قوله تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [التوبة: ١١٢] =
فصل: الكلام على واو الثمانية قولهم: إن الواو تأتي للثمانية ليس عليه دليل مستقيم، وقد ذكروا ذلك في مواضع فلنتكلم عليها واحدًا واحدًا: الموضع الأول: قوله تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [التوبة: ١١٢] =
1 / 108