11- وصنف آخر منهم يقال لهم القطعية، وهم أصحاب علي بن موسى.
12- وصنف آخر منهم يقال لهم البشرية، وهم من أصحاب علي بن محمد أيضا يزعمون أنا إذا عرفنا إمام زماننا فليس علينا شيء من الأعمال لا صلاة ولا صوم، ولا زكاة ولا حج، ولاشيء من الفرائض، حتى يظهر حكم صاحبنا، لأنا في الفترة، وقد غيرت وبدلت الأحكام والفرائض، فليس علينا من هذا شيء إلى يوم القيامة.
وكل من قال بجعفر من الروافض يزعم أن الإمام يخلق عالما، وطبعه العلم، والعلم مطبوع فيه، ويزعمون أن الإمام يعلم الغيب، ويعلم ما في تخوم الأرضين السابعة السفلى، وما في السماوات السابعة العليا، وما في البر والبحر، والليل والنهار عنده مجرى واحدا. فسبحان الله!! وما هذه إلا صفات رب العالمين !!
فكيف يخلقون علماء، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يخلق عالما، ولم يكن طبعه العلم، ولم يعلم إلا بعد تعلم، ولم يعرف حتى عرف! وكيف وقد حدث بعض أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله عن آبائه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا عبد مخلوق مربوب لم أكن نبيئا فنبئت، ولم أكن رسولا فأرسلت، ولم أكن عالما فعلمت، فلا تقولوا في فوق طولي) .
وقد قال الله تبارك وتعالى :{ووجدك ضالا فهدى} [الضحى: 7]. فسماه ضآلا ثم هداه، ولم تكن ضلالة رسول الله صلى الله عليه وآله ضلالة شرك، ولا كضلالة قريش، ولا كضلالة اليهود والنصارى، غير أنه كان ضآلا عن الشرائع، أي جاهلا بالشرائع حتى بصره الله وهداه وعرفه، ولم يجهل رسول الله صلى الله عليه وآله رب العالمين.
صفحہ 398