بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد وسلم
{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } وهذه زيادة تبين على من ألحد في أسماء الله فسمى ربه علة
52 - قال الموحد : نحن نقول أن الواحد الأول الذي لا مثل له يقول لأجل إرادته ، فيفعل بقوله الذي لا خلف فيه ، وهو جل وعز أبدا ، إن أراد شيئا قال له : كن فيكون ، قوله الحق وله الملك ، فقوله الحق وأرادته الحكم الفاصل ، جل ربنا وتقدس . فإن أراد ربنا شيئا كان بقوله : كن فيكون كائنا ، وإن لم يرد شيئا لم يكن . فنقول : إن الله عز وجل فاعل بالقول ، لأجل الإرادة التي سبقت منه قبل الفعل ، وهذا بين في القرآن [ مثل ] قوله تعالى : { فعال لما يريد } ( سورة البروج : 16 ) ، وهو بالقول فعال ، قال تعالى : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } ( سورة النحل : 40 ) . ونقول : إنه لو لم يشأ أن تكون منه الإرادة لم تكن ، لأنه غير مضطر إلى الإرادة ، غير مضطر إلى أن يريد ، كيف وهو الأول قبل الإرادة سبحانه الواحد الصمد الفرد الأحد فنقول : لا كائن إلا بقوله ، ولا قول يسبق منه إلا بإرادته ، وهما يحدثان منه متى ما شاء قضاءهما بلا مانع له عنهما ، فإن أراد قولا قال ، وإن لم يرد لم يقل ، فإذن لا قول يكون منه ولا إرادة إن لم يرد ، هو مالك الإرادة ومالك القول ، ومالك كل شيء سواه . فلأجل هاتين الصفتين كان المفعول مفعولا بعد أن لم يكن ، وهما علتان لكل مفعول ، لا علة قبلهما من الله لكون الكائنات سواهما . فلا يقال في الباري جل جلاله إنه علة الأكوان ( 100 ظ ) بهذا الاسم الذي لا يحسن ولا يحق أن يسمى به إن أراد مريد قصد الصمد بذلك دون الصفات ، أعني دون القول والإرادة ، لأن الصفات علل الكائنات جميعا ، وهو بوحدانيته غيرهما لا محالة ، وهي محضة صمدة كما سمى نفسه ، متعال ، ووحدانيته قديمة بلا غاية
صفحہ 382