کتاب الرد والاحتجاج علی الحسن بن محمد بن الحنفیہ
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
اصناف
شیعہ فقہ
آپ کی حالیہ تلاش یہاں نظر آئے گی
کتاب الرد والاحتجاج علی الحسن بن محمد بن الحنفیہ
ہادی الہق یحییٰ بن حسین d. 298 AHكتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
اصناف
جوابها وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}، فقال: خبرونا عن هذا الذي أغفل الله قلبه عن ذكره، هل أراد الله أن يطيعه؟ فتوهم ويحه وغوله؛ إن لم يتب من الله وويله ، أن الله تبارك وتعالى أدخله في الغفلة، وحال بينه بذلك وبين الطاعة، فليس كما توهم، ألا يسمع إلى قول الله عز وجل: {واتبع هواه وكان أمره فرطا}؟ فأخبر سبحانه أنه متبع في ذلك لهواه، ضال عن رشده تارك لهداه، ولو كان ذلك من الله لم يكن العبد متبعا لنفسه هواء، بل كان داخلا لله فيما شاء وارتضى.
وسنفسر معنى الآية إن شاء الله، والقوة بالله وله، فنقول: إن الله تبارك وتعالى نهى نبيه عن طاعة من أغفل قلبه ممن آثر هواه على هداه.
وأما معنى ما ذكر الله سبحانه من الإغفال؛ فقد يخرج على معنيين والحمد لله شافيين كافيين:
أحدهما: الخذلان من الله، والترك لمن اتبع هواه، وآثره على طاعة مولاه، فلما أن عصى، وضل وغوى، وترك ما دل عليه من الهدى؛ استوجب من الله الخذلان، لما كان منه من الضلال والكفران، فغفل وضل وجهل؛ إذ لم يكن معه من الله توفيق ولا ارشاد، فتسربل سربال(1) الغي والفساد.
وأما المعنى الآخر: فبين في لسان العرب موجود، معروف عند كلها محدود، وهو أن يكون معنى قوله: {أغفلنا قلبه عن ذكرنا} أي تركناه من ذكرنا، والذكر فهو التذكرة من الله والتنبيه والتسديد، والتعريف والهداية إلى الخير والتوفيق، فيقول سبحانه: تركنا قلبه من تذكيرنا وعوننا وهدايتنا، بما أصر(2) عليه من الإشراك بنا والاجتراء علينا، تقول العرب: يا فلان أغفلت فلانا، ويقول القائل: لا تغفلني، أي تتركني، وتقول العرب: قم مني، أي قم عني، فتخلف بعض حروف الصفات ببعض، وتقيم بعضها مقام بعض.
صفحہ 449