رب الثورة
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
اصناف
Gardener »، «الداء الذي أدى في النهاية إلى سقوط الدولة القديمة، وانهيارها في منتهى أسرتها السادسة.»
17
ويرى المؤرخون احتمال أن يكون سبب ارتفاع شأن النبلاء إلى هذا الحد، راجعا في بدايته إلى عطف من الملوك على النبلاء، فمنحوهم بعض القيم الاعتبارية والإمكانات المادية، وسمحوا لهم بتوارث مناصبهم في حكم الأقاليم، أو أنهم اضطروا إلى ذلك اضطرارا، بحيث انعكس ذلك على مكانتهم السياسية، وأدى إلى احتفاظ كل حاكم بإقليمه كمملكة خاصة به، بل وكون كل منهم جيشا محليا يتناسب مع إمكانات إقليمه، حتى وصل الأمر إلى حد أنهم منعوا موارد أقاليمهم عن العاصمة الملكية.
18
وتصور إحدى القصص المسجلة في الأسرة الخامسة، مدى ما وصلت إليه حال الملك، مقابل ارتفاع شأن نبلائه، فتقول: إن النبيل «رع ور» كان في ملابسه الرسمية، وتصادف أنه كان بجوار مولاه الملك «نفر اير كا رع» أو «أوسر خعو كا كاي»، فأصابت عصا الملك ساق النبيل عفوا، فذعر الملك، واعتذر بشدة عما بدر منه. وطلب أن يسجل اعتذاره رسميا على حجر يوضع في قبر «رع ور» بجبانة الجيزة؛ لتقرأه الأجيال المقبلة!
ومثل هذه القصص كثير، وهي تكشف - فيما يتصل بعلاقة الملك بأتباعه - عن مظاهر جديدة لم تكن معهودة من قبل؛ فقد بدأ الملوك يهبطون من علياء ألوهيتهم، وأخذوا يحرصون على اكتساب رضا وعطف رعاياهم النبلاء.
وكانت النتيجة الطبيعية لذلك ضعف الحكومة المركزية، وانحسار نفوذها تماما مع نهاية حكم الملك «بيوبي/بيومي الثاني»، الذي حكم أطول مدة حكمها ملك في التاريخ؛ فقد بلغت مدة حكمه زهاء الأربعة والتسعين عاما، فشاخ شيخوخة طويلة، اعتبرها الأثريون ذات أثر حاسم في ضعف الحكومة المركزية، حتى لم يتجاوز نفوذ خلفائه العاصمة وما جاورها مباشرة، «وإن كان نجيب ميخائيل يذهب إلى أن هذا الضعف قد سرى إلى ملكية الدولة القديمة منذ الأسرة الخامسة،
19
وهو تأكيد له في الظن ما يبرره كما سيأتي بيانه.» (3-2) الصراع الاجتماعي
وقد اشتعل أواره - فيما يذهب المؤرخون - بين السادة الإقطاعيين من حكام الأقاليم النبلاء وبين جماهير الشعب، وقد اختلفت الآراء في تفسير معناه، وتوقيت بدايته الصحيح، فهناك من يأخذ برأي المؤرخ المصري «مانيتون
نامعلوم صفحہ