رب الثورة
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
اصناف
بالمقارنة ؛ حول ما طرحه الفكر المصري، تصورا لنشأة الكون كله من الماء، نجد نفس التصور لدى العقائد الأكدية والبابلية - في بلاد الرافدين - حيث اعتبروا الماء أو الإلهة «تيامات» كانت الخضم الأول في الكون، وهو نفس المعنى الذي أكدته العقائد العبرية، فيقول الكتاب المقدس: «وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه»،
107
ومما لا يحتاج إلى بيان، أن العبريين بالذات قد تأثروا بالفكر المصري، وأن هذا الأمر وارد ورودا قويا؛ نظرا لبقائهم في مصر الفرعونية فترة ليست بالقصيرة، قبل رحيلهم في رحلة التيه إلى فلسطين.
وإذا كان شو قد فتق الأرض إلى قسمين «سماء وأرض» في القصة الأونية، بعد أن كانتا رتقا، فإن هذا ما أوردته ملحمة الخلق الأكدية؛ فهي تقول: إن «مردوك» قد «شقها كما تشق الصدفة إلى قسمين، وثبت نصفا وجعله سقفا سماء»
108
وعن هذه الأسطورة، «أو ربما عن المصريين مباشرة»، أخذ الكتاب المقدس العبري قوله: «وقال الله: ليكن جلد في وسط المياه، وليكن فاصلا بين مياه ومياه، فعمل الله الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد، والمياه التي فوق الجلد، وكان كذلك، ودعا الله الجلد سماء.»
109
ولعل قصة الصراع بين أوائل البشر على الأرض، في الديانة المصرية، بين أوزير وست، هي نفس القصة التي وردت بالكتاب المقدس تحت اسم هابيل وقايين،
110
آباء البشر، وكما قتل ست أخاه أوزير، قتل قايين أخاه هابيل.
نامعلوم صفحہ