أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون
3 * قل تربصوا فإني معكم من المتربصين .
4
ولما هبط الليل جرد أولئك الفتيان إلى داره في أيديهم سيوفهم مشهورة، وأقاموا يرتصدون له على بابها حتى يخرج، ثم إذا هو يخرج فيعفر بالتراب وجوههم، وفي غشية أبصارهم يتسلل إلى دار صديقه ما يراه منهم أحد.
فإذا صار في بيت صاحبه أخبره بأنه مهاجر لساعته وآخذه معه، فإذا سأل صاحبه عن وجهه تعذر أولا؛ لأن بنتيه حاضرتان، ثم اطمأن فباداه بمهجره.
وخرجا من خوخة في ظهر الدار، ولم يمضيا قدما إلى وجههما، فإن الأقوام لا بد طالبوهما في كل سبيل، بل عدلا إلى غار يعصمهما من العيون حتى تسكن حدة الطلب ويترسل بينهما وبين البلد بعض الأبناء ويأتونهما بالطعام، ويفضون إليهما بما يتسمعون في شأنهما على الأعداء.
ولما فتر حد الطلب بعد ثلاث أيام انطلقا ومعهما دليل يبتغي بهما من السبل، ويسلك من الدروب ما لا يبتغي السيارة ولا يسلكون، بل ما لعل جمهرة الناس لا يعرفون.
وبعد بضع عشرة ليلة طال فيها الترقب وحذر الطلب، يبلغ وصاحبه المأمن وهذا المأمن المعز المانع هو يثرب.
وكذلك كان خروج محمد
صلى الله عليه وسلم
نامعلوم صفحہ