153

وأرجو ألا تصغي إلى أصحابك ولداتك الذين ينصحونك بالثناء نصحا، فيصفونك بالعبقرية ويضيفون منظموتك إلى الخلود، وكذلك يوم أنفك وكذلك يطمعونك في المنزلة بين السماكين، وكذلك تقطع كل سبب بينك وبين مساعي الحياة، إذ كفك صفر وإذا أنت لا تزال هائما في القفر، فأنت إذن «كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى»، وصدق رسول الله.

أما أن يصدق هؤلاء الناشئون أنهم قد رزقوا الموهبة جميعا، فلا حاجة لأحد منهم بسعي ولا تحصيل ولا جهد كثير ولا قليل، فليعلموا أن الناس لا يمطرون المواهب بمثل هذه الفداحة الفادحة، وإذا كانت أمثال هذه المواهب مما يباع ويشرى، لما ابتغت لها معرضا أليق من سوق العصر.

هذه - شهد الله - نصيحة صادقة مخلصة يسديها إلى جمهرة الناشئين من الناظمين، من لا يشعر لهم إلا بعطف الوالد على الولد.

فإذا أصروا بعد هذا على أنهم بضربتين من المجذاف «قد دخلوا المالح»، فأمرهم وأمر الأدب إلى الله.

ذكريات

بيني وبين حافظ إبراهيم

وكنا كندماني جذيمة حقبة

من الدهر حتى قيل: لن نتصدعا

فلما تفارقنا كأني ومالكا

لطول افتراق لم نبت ليلة معا

نامعلوم صفحہ