قوت القلوب
قوت القلوب
تحقیق کنندہ
د. عاصم إبراهيم الكيالي
ناشر
دار الكتب العلمية - بيروت
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٢٦ هـ -٢٠٠٥ م
پبلشر کا مقام
لبنان
الفصل الثامن
في ذكر أوراد الليل الخمسة
وفي الليل خمسة أوراد أوّلها أن يصلي بعد المغرب ست ركعات، ويستحب ذلك قبل أن يكلم أحدًا، يقرأ في الأوليين: (قُلْ يَا أيُّهَا الكَافِرُونَ) الكافرون: ١ (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ) الإخلاص: ١ وليسرع بهما بعد صلاة المغرب من قبل أن يتكلم ويشتغل بشيء، وفي الخبر: أسرعوا بركعتين بعد المغرب فإنهما يرفعان معها: فإن كان منزله قريبًا من مسجده فلا بأس أن يركعهما في بيته وليطل الأربعة الأخر، وكان أحمد بن حنبل ﵀ يستحب أن يصليهما الرجل في بيته، وكذلك كان يفعل ويقول: هو سنة، لأنه روي أن النبي ﷺ كان يصليهما في بيته، ولكن بيت رسول الله ﷺ كان في مؤخر المسجد، وقد صلاهما في المسجد، ثم ليصل بين العشاءين ما تيسر إلى أن يغيب الشفق الثاني وهو البياض الذي يكون بعد ذهاب الحمرة وبعد غسق الليل وظلمته لأنه آخر مابقي من شعاع الشمس في القطر الغربي إذا قطعت الأرض العليا ودارت من وراء جبل قاف مصعدة تطلب المشرق فهذا هو الوقت المستحب لصلاة العشاء الآخرة، وهذا آخر الورد الأول من أوراد الليل، والصلاة فيه ناشئة الليل أي ساعاته لأنه أول نشوء ساعاته، وهو آن من الآناء التي ذكرها الله ﷿ في قوله: (وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ) طه: ٠٣١، فالآناء جمع آن أي وقت منه فصل وقيل ناشئة الليل قيام الليل، هذا وافق لسان الحبشة تقول نشا إذا قام، وقد أقسم الله تعالى به فقال: (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) الانشقاق: ٦١ والشفق ما بين العشاءين، وهي صلاة الأوّابين ويقال أيضًا صلاة الغفلة، قال يونس بن عبيد عن الحسن في قوله ﷿: (تَتَجَافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجعِ) السجدة: ٦١، قال الصلاة بين العشاءين، حتى قال أنس بن مالك ﵁ وقد سئل عمن نام بين المغرب والعشاء، فقال لاتفعل فإنها هي الساعة التي وصف الله ﷿ المؤمنين بالقيام فيها فقال ﷿: (تَتَجَاْفَى جُنُوبُهُمْ عَن الْمَضَاجعِ) السجدة: ٦١، يعني الصلاة بين المغرب والعشاء وقد أسند ابن أبي الدنيا إلى النبي ﷺ أنه سئل عن هذه الآية (تَتَجَافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجع) السجدة: ٦١، قال الصلاة فيما بين العشاءين، ثم قال عليكم بالصلاة فيما بين العشاءين
1 / 38