قوت المغتذي على جامع الترمذي

جلال الدين السيوطي d. 911 AH
105

قوت المغتذي على جامع الترمذي

قوت المغتذي على جامع الترمذي

تحقیق کنندہ

ناصر بن محمد بن حامد الغريبي

ناشر

رسالة: دكتوراة - جامعة أم القرى

اشاعت کا سال

1424 ہجری

پبلشر کا مقام

مكة المكرمة

وغلَّط الخطَّابي من رواه بإسكان الباء وهو الغالط، وقد بيَّنا معناه. قال: وكان النبي ﷺ معصومًا من الشيطان، حتى من الموكل به بشرط استعاذته منه، كما غفر له بشرط استغفاره. قال: وكان يخص الاستعاذة في هذا الموضع لوجهين: أحدهما: أنه خلاء وللشيطان -بعادة الله وقَدَرِه- في الخلاء تسلط ليس له في الملإ. قال ﷺ: " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان (١)، والثلاثة ركب " (٢) . الثاني: أنه موضع قذِر يُنَزَّه ذكر الله ﷿ عن الجريان فيه على اللسان، فيغتنم الشيطان عدم ذكر الله (٣)، فإنَّ ذِكْرَه يَطْرُده، فلجأ إلى الاستعاذة قبل ذلك ليعقدها عصمة بينه وبين الشيطان حتى يخرج، وليُعَلِّمَ (٤) أمته " (٥) [انتهى] (٦) . وقال النووي: " لا يصح إنكارُ الخطابي جوازَ الإسكان "فإنه جائز على سبيل التخفيف بلا خلاف ككُتْبٍ، ورُسْلٍ، وعُنْقٍ، وأُذْنٍ، ولعلَّ الخطابي أراد الإنكار على من يقول: أصله الإسكان، وقد صرَّح جماعة من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة، منهم: أبو عُبيد إمامُ هذا

(١) في (ك): "شيطانًا". (٢) رواه أبو داود في كتاب الجهاد، باب في الرجل يسافر وحده (٢/٤٢) رقم (٢٦٠٧)، ورواه الترمذي في الجامع أبواب فضائل الجهاد، باب ما جاء في كراهية أن يسافر الرجل وحده (٣/٣٠١)، والنسائي في الكبرى، كتاب السير، النهي عن سير الراكب وحده (٨/١٢٩) رقم (٨٧٩٨)، ومالك رقم (١٨٩٧)، وأحمد رقم (٦٧٤٥) . (٣) " عن الجريان على اللسان فيغتنم عدم ذكر الله " ساقطة من (ك) . (٤) في (ك): " ويعلم ". (٥) عارضة الأحوذي (١/٢١) . (٦) "انتهى" ساقطة من الأصل، ومثبتة في (ك، ش) .

1 / 40