ويقول عن درية بفخار: جميلة حقا وصدقا .. اقتبست أجمل ما في ماما ورئيفة.
فقال له صادق ضاحكا: وإذا قدر الله أن تقتبس منك بدانتك أيضا أصبحت بمبة كشر عصرها!
وقال حمادة ذات ليلة: صادق لم يعد كالعهد به، ألم تلاحظوا ذلك؟
فقال طاهر عبيد: كما تقول تماما.
ولما جاء صادق في ميعاده المتأخر نسبيا أحاطت به الأعين متفحصة، ولاحظ هو ذلك ولكنه تجاهله، وقال حمادة: فيك شيء تغير!
فتنهد واستمر في صمته، وتوالت الأسئلة عن الصحة والأحوال حتى قال: إحسان لم تعد كما كانت.
شد انتباهنا بقوة. تستحوذ الأسرار العائلية علينا أحيانا بأشد ما تستحوذ المذابح الدكتاتورية أو الأفكار الفلسفية .. وواصل صادق حديثه قائلا: إنها اليوم أم مائة بالمائة.
ولم نفهم نحن العزاب، ولكن طاهر أيضا يبدو مثلنا. - مع واجبات البيت، فلا شيء يهم إلا الصغير.
ونظر في وجوهنا بوجه جاد ثم قال: وأنا؟! حسبت أن الأمومة تبدأ هكذا ثم يرجع كل شيء إلى أصله، ولكن انتظاري نفد.
فقال طاهر عبيد: الوقت يتسع لكل شيء.
نامعلوم صفحہ