أما بالنسبة للقائلين بخلق القرآن فالمتكلم عندهم من فعل الكلام ، مؤكدين بأن المتكلمية كالرازقية والخالقية من صفات الفعل وليست من صفات الذات ، وأن التكلم هي الصفة أما الكلام فهو أثرها وليس هو نفسه الصفة ، وهو قائم بغير ذاته ، كونه فعلا من أفعاله يحدثه ويخلقه كيفما شاء إذا أراد مخاطبة المخلوقين كما كلم موسى عليه السلام ، وسمع موسى عليه السلام الكلام من تجاه الشجرة ، والله سبحانه لا يتكلم بآلة ولا جارحة ولا صوت ، وإنما يخلق الكلام خلقا .
هذا باختصار هو موضوع هذه المسألة ومعنى خلق القرآن وقدمه ، وهو ما أردت أن أوضحه للقارئ الكريم بداية ، وسنفصل القول في ذلك ونعرض الأدلة والإشكالات التي طرحها كل فريق أمام الآخر في الحلقات القادمة بمشيئة الله ، ولكن بعد أن نبين الأسباب الحقيقية لنشأة هذه المسألة والقول بخلق القرآن باعتباره أول القولين ظهورا .
صفحہ 18