الحاجة لا تمل من سيرتها أمام الستات، شوفوا والنبي، البنت أخذت علينا خلاص، نسيت أمها وأبوها كأن عمرها ما شافتهم، آي والله يا علية هانم ويا ست زينات، البنت فاكرة إني أمها؟ - يا زينب. - نعم يا ماما. - هاتي لي أشرب. - حاضر يا ماما. - يا بنت عيب قدام الضيوف. - عيب إيه يا ماما؟ - عيب تقولي لي يا ماما.
قولي يا ستي. - حاضر يا ستي ماما. - الله يخيبك يا زينب. كسفتيني أمام الضيوف. - والنبي إن دمها شربات، يا الله يا حاجة، كلنا أولاد آدم وحوا، وسيدنا النبي - اللهم صل وبارك عليه - وصى على اليتيم والغريب، أبوها موجود؟ وأمها؟ هي على كل حال بنتكم، لأجل خاطر سميرة، وربنا يخليكم وتتربى في عزكم، والحاج أيضا فرحان بها، في كل مجلس سيرتها على لسانه، البعيد والقريب في البلد عرفوها، الباشا والبيه، الدكتور ومأمور المركز سمعوا عنها، حتى أصحاب الدكاكين والعيال التي تلعب في الشارع كلما رأوها قالوا لها: سلمي على بابا الحاج، قولي يا زينب لبابا الحاج. - نادي يا زينب على بابا الحاج. - يا بنت يا زينب! - نعم يا بابا. - قولي لستك تعمل شاي. - حاضر يا بابا. - يا بنت يا زينب. - نعم يا بابا. - هاتي لي علبة الدخان. - حاضر يا بابا. - بو يلهفك! يا بنت قولي يا سيدي. - أقول يا سيدي بابا؟ •••
تروح الأيام وتأتي الأيام والبنت لا تتعلم، كلمة بابا وماما على لسانها والكلام معها لا ينفع، لو كانت الحكاية على قد البيت كانت هانت، لكن البيت لا يخلو من الضيوف، والضيوف لا يخلون من الأغراب، والأغراب لسانهم طويل، وأين تداري وجهك من الكسوف؟ وماذا تفعلين يا حاجة في زعل الحاج، والحاج لا يقدر على زعله أحد؟ الحكاية زادت عن الحد! •••
وفي يوم من ذات الأيام والضيوف معزومون عنده، تجار من آخر الدنيا، شيخ البلد وحكيم الصحة، هاج الحاج وطلعت عفاريته.
جرى على المطبخ وزعق: يا شيخة شوفي لك طريقة! - خير إن شاء الله يا حاج. - البنت خربت دماغي قدام الناس، بابا بابا. - غلب حماري معها يا حاج. - ابعثي لأمها تأخذها، اضربيها، شوفي لك أي طريقة. - حاضر يا حاج.
وكما تأتي القطط على السيرة جاءت أمها من نفسها، لطعت يد الحاجة وحمدت ربنا على سلامتها هي والحاج وقالت: أنا جئت آخذ البنت.
قالت الحاجة: والنبي فيك الخير، كنت ناوية أبعث لك.
قالت المرأة: أبوها طلب يشوفها، أصله بعيد عنك.
قالت الحاجة: ما له كفى الله الشر.
تنهدت المرأة وأشاحت بيديها: حكم ربنا، الرجل بقى في ربع حاله.
نامعلوم صفحہ