62

الزوجة :

اسم الله على أبيك ونقوده يا سعادة البك! نقود أبيك لا تكفيني لشراء الملح ...

وفي هذه اللحظة نفسها انفجرت القنبلة الثانية من أسفل، وكانت أفدح خطرا؛ فقد عاد بائع البليلة في هذه الساعة المتأخرة من الليل مخمورا لا يعي شيئا ولا يستطيع النهوض بجسده، فرافقه زميل له في الخمر يتساندان، حتى أوصله الزميل إلى منزله، وخرجت إليهما الزوجة القلقة هابة من غرفتها زاعقة في الصديق قائلة كيف كان زوجها كالملائكة يذهب إلى عمله ويعود إلى بيته، حتى عرف طائفة الأبالسة التي ترافقه هذه الأيام، ثم راحت تدعو الله:

الزوجة :

إلهي وأنت جاهي وجاه «الولايا» يا رب، تنتقم منهم لقاء ما أفسدوا من زوجي.

الصديق المخمور :

هو ذا زوجك بين يديك، دقيه واصنعي منه «كفتة»! هأ هأ هأ (وانصرف).

الزوج المخمور (بعد فترة مليئة بأصوات حركة غير مفهومة للساكن في أعلى) :

تشتمين أصحابي؟! تشتمين أصحابي؟!

فتصرخ الزوجة مستغيثة لأن زوجها السكران يهاجمها بالسكين ليبقر بطنها جزاء ما اقترفته من شتم صديقه؛ وأطلت الزوجة المعتركة مع أبناء زوجها، أطلت منا نافذة «المنور» لتقول للزوجة المنكوبة إنها آتية لنجدتها، ويمضي الزوج السكران في سؤاله الاستنكاري: تشتمين أصحابي؟! تشتمين أصحابي؟! واستيقظ السكان جميعا في عاصفة من أصوات فازعة، وحركة أقدام على السلم مسرعة في هبوطها لتنقذ الزوجة من براثن زوجها المخمور.

نامعلوم صفحہ