قصة الخلق: منابع سفر التكوين
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
اصناف
فتحت الإلهة «ننتو» فاها
وخاطبت الآلهة العظمى
ليس بمقدوري أن أفعل ذلك
إن القدرة بيد الإله «آنكي».
لم يزل الإله «آنكي» حتى الآن فاعلا في أسطورتنا السامية المبكرة، ومن الضروري أن يلقي ببذرة الخصب، أو السائل المخصب، حتى يتم التكوين المطلوب، لكن يدخل هنا عنصر جديد على المناطق الخصبة، فقد تصورت هذه المناطق في فجر الفكر أن وجود البشر مسألة خاصة بالأم وحدها، خاصة أيام المشاع البدائي القديم، ولم يكن للذكر دور يمكن ملاحظته في عملية الحمل والوضع، كنتاج التقاء المرأة بأكثر من رجل، فتصوروا أن دم الحيض هو سر الميلاد، ومنه يتكون الجنين لدى المرأة دون معين، لكن دخول الثقافة الذكرية أدخل دورا واضحا للذكر في التكوين الإنساني، مع رغبة ملحة في إلغاء دور الأنثى تماما، إلغاء لسلطانها.
وحتى يتم الخلق من الدم باعتباره المادة المعروفة لتكوين الجنين، وليس لديهم مادة أخرى يقبلها حسهم للتكوين المطلوب فنعتقد أنهم عمدوا إلى الدم كمادة لتكوين الإنسان الذي إذا جرح سال منه هذا الدم الذي خلق منه حتى إذا نفد دمه مات، لكنهم استبعدوا دم الأنثى واستبدلوه بدم ذكري. وبما أن الذكر لا يحيض، إذن فليذبح! ومن هنا سجلت النصوص:
قتل كنجو، قطعت شرايينه
سال الدم
ومن الدم خلق الإنسان.
وهكذا نظن الفكر الذكري قد حقق سلطان فلسفته، ثم ضمنها تفسيره لظاهرة الموت؛ فالإنسان يموت لأنه تكون من دم إله ميت (بعد مزجه بالطين):
نامعلوم صفحہ