الأولى:
خاصة باستقلال الجامعة
والثانية:
خاصة بمصلحة التعليم الجامعي وحرمانه من هذا الأستاذ النابغ
والثالثة:
خاصة بالعقد الذي أبرم بين الجامعة القديمة ووزير المعارف حين نقلها إلى الجامعة الجديدة، وقد اشترط في هذا العقد أن يكون الدكتور طه حسين أستاذا بكلية الآداب.
قبلت استقالتي، ومكثت بعيدا عن الجامعة حتى أبريل سنة 1935 حين جاء نجيب الهلالي باشا وزيرا للمعارف في وزارة محمد نسيم باشا الثانية، فجاءني وطلب إلي العودة إلى الجامعة ، فاشترطت أن يعدل قانونها بحيث ينص فيه على أنه لا ينقل أستاذ منها إلا بعد موافقة «مجلس الجامعة»، وقد بر نجيب باشا بوعده، وطلب تعديل القانون، وعدل فعلا.
وفي تلك السنة طلبت أن يضم إلى الجامعة بعض الكليات فضمت كلية الهندسة، وكلية التجارة، وكلية الزراعة، وكلية الطب البيطري.
مكثت مديرا حتى أوائل أكتوبر سنة 1937، وفي ذلك الحين اشتد الخصام بين طلبة الجامعة على المسائل الحزبية؛ لأن الأحزاب كانت تتصل بهم اتصالا يضر بالإخاء الجامعي، ويسقط قيمة الشمائل الجامعية، فطلبت من وزارة الداخلية تعيين كونستبلات لحفظ النظام؛ لأن البوليس لا يجوز له أن يدخل الحرم الجامعي، فلم تجب الداخلية طلبي؛ لذلك استقلت للمرة الثانية.
وبعد ثلاثة أشهر - أي في 31 ديسمبر من تلك السنة - تألفت وزارة محمد محمود باشا الكبرى، وقد اشتركت فيها جميع الهيئات السياسية ما عدا الوفد، والهيئة السعدية، وكنت وزير دولة في هذه الوزارة، ثم أجريت الانتخابات، وكلف محمد محمود باشا مرة ثانية بتأليف الوزارة، فكنت بها أيضا وزير دولة، ثم وزيرا للداخلية بضعة أشهر، ثم ظهر لي أن المصلحة السياسية تقضي باشتراك الهيئة السعدية في الوزارة، فعرضت هذا العرض على خشبة باشا، وأصررت على أن أخرج من الوزارة لأفسح الطريق لغيري من السعديين.
نامعلوم صفحہ