اتل ما خط أمامك
ههنا، فاعلم، عظامى
ليتها كانت عظامك!
وترجمتى هذين البيتين، وأنا هادئ، دليل على أن الثورة كامنة في النفس وإن كانت لا تبدو في العادة.
ثم صرت لا يعزينى علمى أن غيرى لا محالة ذاهب، إلى حيث أذهب وإن المآل واحد، ولا يقنعنى إلا أن أصور لنفسي فناء العالم كله، بل العوالم أجمع، حتى هذا لم يكن فيه مقنع، فكنت أشتهى أن أكون آخر من في الدنيا لأشهد مصرعها بعينى، وأطمئن. وربما غالطت نفسى فزعمت لها أن هذه شهوة فنية، ولكنى لا أصدق! كلا، لا أصدق.
وكان مظهر هذا قصيدة تصورت فيها ثلاثة نساجين (ولا أدرى لماذا لم أجعلهم أربعة أو عشرين!) يصنعون كفنا للعالم.
تعاقب أيديهم على النول، دهرهم،
ولست أراه غير أنى عالم
وما بى، إلى أن تبصر العين، حاجة
أليس سوي ما أنت بالعين شائم؟
نامعلوم صفحہ