قصة الادب في العالم (الجزء الاول)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
اصناف
16
يسترد بروزربين من خاطفها بلوتو، ولكنه اشترط لردها ألا تكون قد أكلت شيئا من طعام العالم السفلي، وذهب عطارد وكاد بلوتو يصدع بأمر كبير الآلهة، لولا أن بروزربين عندئذ شوهدت وفي يدها رمانة تمتص رحيقها، فكان ذلك مانعا من ردها، ولكنهم اتفقوا آخر الأمر أن يقفوا من الطرفين موقفا وسطا، فقضي على بروزربين أن تنفق نصف عامها مع أمها والنصف الثاني مع زوجها.
وبروزربين في هذه القصة ترمز لحبة القمح التي تقضي الشتاء راقدة في مخبأ مظلم تحت التراب، ثم تعود فتبرز على وجه الأرض في الربيع مورقة مزدهرة. أو بعبارة أخرى ترمز هذه القصة لموات الشتاء تتلوه حياة الربيع إلى أبد الآبدين. •••
هذا نموذج من الأساطير اليونانية وتسمى الميثولوجيا
17
وهو اسم يطلق على أساطير كل أمة تتعلق بآلهتها، فيقال الميثولوجيا اليونانية والميثولوجيا الهندية ... إلخ.
وقد تناولها العلماء بالبحث في أصولها ونشأتها ورموزها، وسموا هذا العلم «ميثولوجيا» أيضا، وهو علم واسع احتدم فيه الجدل واختلفت فيه وجوه التفسير.
ولعل أقدم محاولة كانت ما زعمه فلاسفة أيونيا من أن الأساطير ليست إلا رموزا لقوى الإنسان النفسية والأخلاقية، وعن هؤلاء الفلاسفة أخذ أفلوطين وفرفريوس وغيرهما من فلاسفة الإسكندرية، فأسرفوا في التخريج، وإن لم تخل آراؤهم من عمق وجمال. خذ لذلك مثلا قصة «يوليسيز» والساحرات المعروفات باسم سيرينا،
18
فقد حدثنا هوميروس عن وجود أولئك الساحرات بأعلى الصخور في إحدى المضايق الخطرة، وقال إن أصواتهن كانت رائعة الجمال وإنهن كن إذا غنين أذهلن البحارة عن سفنهم، فتركوها تسير مع الموج إلى أن ترتطم بصخور المضيق وتتحطم. ولهذا عندما اقترب «يوليسيز» منهن عائدا من حرب طروادة أمر بحارته أن يسدوا آذانه وأن يشدوه إلى شراع السفينة، وبذلك نجا من سحرهن، واستطاع أن يظل يقظا معنيا بقيادة سفينته وإصدار أوامره إلى البحارة.
نامعلوم صفحہ