يحتمل طرح اللجام في رأس الفرس دون الحُضر، وهذا كقوله فيه:
وكاتبَ مِن أرضٍ بعيدٍ مرامُها ... قريبٍ على خيلٍ حواليكَ سُبَّقِ
(إذا داءٌ هَفا بُقراطُ عنهُ ... فلم يُوجدْ لصاحبهِ ضريبُ)
قال أبو الفتح: جواب إذا، فلم يوجد، أي: وليس يوجد لصاحبه شبيه، كذا قال لي وقت القراءة عليه، واستعمل (لم) في موضع (ليس) لمضارعتها لها بالنفي.
قال الشيخ: ذكر هذا القدر وما فسر معناه، وهو محوج إلى شرح وبسط، فإنه يقول: كل بعيد عليك قريب، وكل عسير يسير، فأنت بقراط المقاصد والأدواء، كما أن بقراط كان إمام المعالجات والأدواء، ولا نظير لك فيها كما لا نظير له في هذه، أي: لا يتعذر عليك تحصيل مطلوب واستخراجه، كما لا يتعذر عليه تدبير داء وعلاجه. يريد إذا داء زل بقراط عن حسمه، وليس يوجد له نظير يقوم بقطعه، وإذا خطب لا يقوم سيف الدولة
بكفايته، فلا يوجد له ضريب يقوم بإماطته، وهذان لا يكونان، فعليك بقصد من تريد وأخذ ما تروم، فلن يعوزك مراد، وإن عز مطلبه، ولن يعجزك مرام، وإن ضاق مذهبه، ويدلك عليه قوله فيها:
وكيفَ تُعِلُّكَ الدُّنيا بشيءٍ ... وأنتَ بعلَّةِ الدّنُيا طبيبُ؟
وكيفَ تنوبُكَ الشَّكوى بداءٍ ... وأنتَ المُستغاثُ لما ينوبُ؟
1 / 37