209

قشر الفسر

قشر الفسر

تحقیق کنندہ

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

الرياض

فالمعنى إذا أن خيله تعودت أن لا ترد الغدران إلاَّ والدماء سالت إليها، وغلب الطُّحلب الذي عليها، فصار الطُّحلب فوق الماء كالرَّيحان تحت الشقائق، وذلك لأن الدَّم يثبت على الطُّحلب، والطُّحلب يصير تحته، ولا يثبت على الماء، والماء لا يصير تحته. قال في قصيدة أولها: (قالوا لنا: ماتَ إسحاقٌ فقلتُ لهمْ: ... . . . . . . . . . . . . . . .) (لولا اللِّئامُ وشيءٌ منْ مَشابههِ ... لكانَ الأمَ طِفلٍ لُفَّ في خِرَقِ) قال أبو الفتح: أي لولا أبوه، فإنه في اللؤم مثله لكان ألأم طفلٍ لُف في خِرقٍ. قال الشيخ: هذا التفسير بعيد من بيته، فإنه يقول: لولا اللئام لا لولا أبوه، وهذا الكلام كما تراه ينفي عنه أن يكون ألأم طفلٍ، فإنك إذا قلت: لولا زيدُ لكان عمروٌ أكرم الناس، فقد نفيت بزيدٍ عنه كونه أكرم الناس، وإنما يصف الرجل بقماءة الجسم وقصر القامة وحقارة البدن وصغر الخلق والبُنية وضؤولة المنظر والجثة، ويقول: لولا اللِّثام الذي تلثم به وشيءُ من مشابهه التي تتجمل وتتراءى به الأشخاص كالعمامة والقباء والخُفِّ لكان ألأم طفلٍ، أي أصغر طفلٍ وأسقط طفلٍ

2 / 214