كانت المضيفة جميلة الملامح تتقدم في الممر ببطء للتأكد من ربط الركاب لأحزمتهم، فأشرت لها بيدي، قدمت وسألتني إذا ماكنت أحتاج شيئا، طلبت بعض النبيذ، فأكدت بابتسامة لطيفة أنها ستجلبه لي بعد الإقلاع عندما تستقر الطائرة في مسارها.
دقات قلبي تتعالى مع صوت المحركات العالي، حاولت أن أسترخي وأغمضت عيني.
قلت للحاخام الأعظم وأنا أنظر له إذ وضع يديه على الحائط مغمضا عينيه: «أنا آسف يا أبت، لم أقصد أن أثير بلبلة بين الحاخامات، كان سوء تقدير مني، اعذرني!» - «لا بأس، أنت يهودي صالح يا ديفيد، لكنك سريع التأثر وواسع الخيال، والآن صمتا، فلنستعد لصلاة كوهانيم، غدا عيد الفصح وسيعج المكان بالآلاف من بني إسرائيل.»
4 - «من هناك؟»
صحت وأنا أتلفت حولي مذعورا.
عاد الصوت يتردد من جديد: «هل فعلت خيرا في حياتك السابقة؟»
كان الصوت مربكا، ليس صوتا بشريا وليس آليا، ليس ذكوريا أو أنثويا، صوت محايد غريب، لكن به شيء محبب يدفعني لأن أسمعه أكثر، وانتبهت، أن الصوت لا يأتي من الخارج لكنه يتردد داخل عقلي مباشرة.
شعور مؤلم بالعجز وقلة الحيلة يغمرني، لا أرى شيئا ولا أستطيع تحريك جسدي أو تلمس مكاني، سألت مصدر الصوت: «هل أنا ميت؟»
رد الصوت: «نعم!»
أنا ميت! يعني هذا أن ... - «هل أنت الله؟»
نامعلوم صفحہ