وحمل صبي الطبيب هذه العلبة إلى منزل هارادا نيسوك في الوقت المناسب، فقابل الزوجان هذا الصبي بالحفاوة والشكر، وما كاد يتركهما ويعود إلى منزل الطبيب حتى فتحا العلبة، فوجدا داخلها ورقة تشبه الورق الذي يكتب عليه الأطباء وصفات الدواء: وكان مكتوب عليها ما يلي:
المرض: الفقر.
الدواء: عشرة نقود ذهبية.
الجرعة: أحسنا الاستعمال فتشفيا.
فضحك الزوجان فرحا لهذا المزاح اللطيف، ولم يكادا يصدقان أعينهما عندما رأيا في العلبة عشرة نقود ذهبية، وكان هذا المبلغ بالنسبة إليهما ثروة كبيرة، فرأيا جريا على سنة الساموراء أن يشتركا مع غيرهم في التنعم بهذه السعادة، وفي الحال أخذ الزوج يكتب إلى جميع أصدقائه يدعوهم إلى وليمة في منزله في ختام العام.
وجاء المساء الذي ضرب فيه معاد الوليمة وكان البرد شديدا قارسا والثلج يتساقط، ومع ذلك قد حضر سبعة من أصدقائه، فلما اجتمعوا وأعدت المائدة وأخذ المدعوون يعجبون للبذخ الذي لم يألفوه سابقا من صديقهم، فقال لهم هارادا نيسوك: «لقد جاءني بعض المال، ولذلك إني أستطيع أن أحتفل بالسنة الجديدة احتفالا عظيما».
ثم طاف عليهم يريهم وصفة صهره الطبيب، فضحكوا وسروا من دعابة هذا الطبيب، وأخذوا يتأملون بعين الإعجاب النقود الذهبية العشرة، وهي شفاء أكيد لذلك المرض الذي قد عمتهم إصابته.
ولما دارت عليهم العلبة بنقودها قال رب البيت: «والآن دعوني أرد هذه النقود إلى العلبة وأغلقها»، ثم عد النقود فوجدها تسعة فقط.
فوقف الضيوف في الحال وجعلوا ينفضون ملابسهم، ولكن النقد المفقود لم يظهر، وكذلك بحثوا عنه بين الوسائد فلم يجدوه.
فتهامسوا قائلين: «هذا غريب، أين هو إذن؟» وبقوا في حيرة.
نامعلوم صفحہ