قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
اصناف
وأخيرا يئست، وكل ما كان يمكنني عمله هو أن أذهب، ولكنها تابعت ثانية: «لا، إنه ليس موجودا، ليس هناك بولزلوف.»
قالت ذلك بحركة تبين أن الإيضاح كان مستحيلا ... واستمرت: ولكني أريد أن أعيش، إني أعلم أنني لست مثل الأخريات - أنا أعلم ما أنا - ولكن لا يضر أي إنسان أن يكتب لي ... - ماذا تعنين؟ يكتب لمن؟ - بالطبع، إلى بولزلوف.
فاعترضت وأنا لا أزال مرتبكا: ولكنك أخبرتني الآن أن هذا الشخص ليس موجودا. - أوه! يا والدة الإله! وماذا يهمني إذا كان غير موجود؟! ليس هناك أحد، ولكني أتخيل أن هناك «بولزلوف»، لقد كتبت إليه كما لو كان شخصا حقيقيا موجودا، وهو يرد علي، وأنا أكتب له ثانية، وهو يرد بالتالي ...
وفهمت أخيرا وشعرت أنني مجرم، وخجلت من نفسي، وأصابني ألم كأنه ألم جسمي. بجانبي، على قيد ذراع مني، توجد مخلوقة مسكينة ليس لها شخص واحد يظهر لها أقل عطف أو محبة، لا والدان، لا أصدقاء، ولا شيء! وقد اخترعت هذه المخلوقة المسكينة لنفسها حبيبا وزوجا.
واستمرت تتحدث بصوتها العميق الذي يجري على وتيرة واحدة: إن هذا الخطاب الذي كتبته لي إلى بولزلوف، طلبت من شخص آخر أن يقرأه لي بصوت عال، وأصغيت ... حتى خيل إلي أن بولزلوف كان حيا! وبعد ذلك طلبت ردا من بولز إلى تريزا ... إلي أنا. إنني أكاد أشعر شعورا صادقا أن بولزلوف حي في جهة ما، لا أعرف أين هي؟ ولذلك يمكنني أن أعيش أنا أيضا، فعلى الأقل لن تكون الحياة قاسية هائلة ومنفردة!
حسنا، من ذاك اليوم بدأت أكتب خطابين بنظام كل أسبوع، من تريزا إلى بولز، ومن بولز إلى تريزا. وإني أقسم لك أنها كانت ممتلئة بالعاطفة، وخصوصا الردود.
وهي، إنها كانت تصغي للقراءة وهي تشهق وتضحك، وكانت سعيدة، وجزاء خدمتي كانت تعنى بملابسي، وتصلح لي قمصاني وجواربي، وتنظف قبعتي.
وبعد ثلاثة أشهر قبض عليها لشبهة حامت حولها، وأودعت السجن، ولم أرها أبدا بعد ذلك.
يجب أن تكون قد ماتت!
عن «مكسيم جوركي»
نامعلوم صفحہ