فقالت ذات الثوب الأبيض: إنه زوجي الصغير.
فقال السيد: حسنا! ألا يمكنك إرجاعه إلى أمه؟ إذ إن ما أريد أن أقوله لك لا يجب أن يسمعه غيرك.
فوافقت، وقالت لي: اذهب يا عزيزي والعب في غرفة الطعام، ولا تعد إلا إذا ناديتك، اذهب يا عزيزي!
فذهبت إلى غرفة الطعام وأنا حزين، ومع ذلك فقد كانت غرفة الطعام غريبة جدا، بسبب صورة تحمل ساعة كانت تمثل جبلا على ساحل البحر، وإلى جانبه كنيسة تحت سماء زرقاء، وإذا ما دقت الساعة تحركت سفينة فوق الأمواج، وخرجت قاطرة تجر عرباتها من النفق، وارتفعت طيارة في الجو،
8
ولكن إذا كانت النفس حزينة لا يبتسم لها شيء مطلقا، بل فوق ذلك كان يهيأ لي أن الصورة والساعة عديمتا الحركة.
ويظهر أن القاطرة والسفينة والطيارة كانت لا تتحرك إلا كل ساعة - وإن ساعة لمدة طويلة حقا، وكانت كذلك إذ ذاك على الأقل! - ومن حسن الحظ أن حضرت الخادمة لتأخذ شيئا من غرفة الطعام، فلما وجدتني حزينا جدا أعطتني شيئا من الحلوى
9
خففت من آلام قلبي، ولكن لما نفدت الحلوى عادت إلي الأحزان.
ومع أن الساعة لم تكن دقت بعد، فقد خيل إلي أن ساعات طويلة ستمر على وحدتي الأليمة، وكان يصل إلى أذني من حين إلى آخر رنين أصوات السيد، وكان يستعطف ذات الثوب الأبيض، ثم يحتد عليها على ما يظهر. حسنا، ولكن ألن ينتهوا من حديثهم إلى الأبد؟ كنت ألصق أنفي على زجاج النوافذ وأنتزع القش
نامعلوم صفحہ