(أقول) وفي نهج البلاغة من قوله عليه السلام انه صلى ركعتين في السماء في ستة آلاف سنة لا يدري امن سني الدنيا أم سني الآخرة وعلى هذا فلو كان من سني الآخرة لبلغ من السنين شيئا كثيرا (واعلم) ان جماعة من الصوفية قد شكروا لإبليس إباءه عن السجود لآدم قالوا انه أراد اختصاص السجود بالله تعالى فسموه من اجل هذا سيد الموحدين عليه وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
(وفي كتاب) فضائل الشيعة: للصدوق طاب ثراه باسناده عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ اقبل إليه رجل فقال يا رسول الله اخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس (استكبرت أم كنت من العالين) فمن هم يا رسول الله الذين هم أعلا من الملائكة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله انا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل ان خلق الله عز وجل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز وجل آدم امر الملائكة ان يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة كلهم الا إبليس فقال الله تبارك وتعالى استكبرت أم كنت من العالين من هؤلاء الخمس المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش (وعنه) صلى الله عليه وآله قال انما كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى أخرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى أهبطهما الله من يومهما ذلك. وفي كتاب علل الشرايع: عن وهب قال لما اسجد الله الملائكة لآدم عليه السلام وأبى إبليس ان يسجد قال له ربه عز وجل اخرج منها ثم قال عز وجل يا آدم انطلق إلى هؤلاء الملأ من الملائكة فقل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فسلم عليهم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فلما رجع إلى ربه قال له ربه تبارك وتعالى هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك فيما بينهم إلى يوم القيامة (علل الشرائع) مسندا إلى الصادق عليه السلام قال سألته عن جنة آدم فقال جنة من جنان الدنيا تطلع منها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها ابدا.
وروى علي بن إبراهيم مثله أيضا. وقد وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في أن جنة آدم عليه السلام هل كانت في الأرض أم في السماء وعلى القول الثاني هل هي
صفحہ 41