أو قياس لاحد الثقلين على الاخر. وقوله ونحن نسبح بحمدك حال مقررة لجهة الاشكال عليهم قيل وكأنهم علموا ان المجعول خليفة ذو ثلاث قوى عليها مدار امره شهوية وغضبية تؤديان به إلى الفساد وسفك الدماء وعقلية تدعوه إلى المعرفة والطاعة ونظروا إليها مفردة وقالوا ما الحكمة في استخلافه وهو باعتبار تينك القوتين لا تقتضي الحكمة ايجاده فضلا عن استخلافه واما باعتبار القوة العقلية فنحن نقيم بما يتوقع منها سليما عن معارضة تلك المفاسد وغفلوا عن فضيلة كل واحد من القوتين إذا صارت مهذبة مطواعة للعقل متمرنة على الخير كالعفة والشجاعة ولم يعلموا ان التركيب يفيد ما يقصر عنه الآحاد كالإحاطة بالجزئيات واستخراج منافع الكائنات من القوة إلى الفعل الذي هو المقصود من الاستخلاف. (واما) تعليم الأسماء فبخلق علم ضروري فيه أو انه ألقاه في روعه. (وقوله) ثم عرضهم اي المسميات المدلول عليها ضمنا. واما ما يقال من أنه كان للملائكة ان يقولوا لو علمتنا كما علمت آدم لعلمنا مثله فجوابه انهم أجابوا أنفسهم بقولهم انك أنت العليم الحكيم.
وذلك أن مقتضى الحكمة وضع الأشياء مواضعها على وفق الحكمة فحكمته تعالى انما اقتضت القاء التعليم إلى آدم لا إلى الملائكة.
وروى الصدوق باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال انما سمي آدم عليه السلام لأنه خلق من أديم الأرض. (قال الصدوق) اسم الأرض الرابعة أديم وخلق منها آدم فلذلك قيل من أديم الأرض.
وقال عليه السلام: سميت حواء لأنها من حي. يعنى آدم عليه السلام.
وقد اختلف في اشتقاق اسم آدم (ع) فقيل اسم أعجمي لا اشتقاق له كآزر. (وقيل) انه مشتق من الأدمة بمعنى السمرة لأنه كان أسمر اللون وقيل من الادم بمعنى الألفة والاتفاق. واما اشتقاق حواء من حي أو الحيوان فهو من الاشتقاقات الشاذة أو الجعلية كلاين وتامر.
وروى الصدوق رحمه الله أيضا عن ابن سلام انه قيل للنبي صلى الله عليه وآله خلق آدم من الطين كله أو من طين واحد قال بل من الطين كله ولو خلق من
صفحہ 27