وأعرضوا عما سواه من الأسماء الحسنى على أن أكثرهم لا تحتمله عقولهم ولو عرفوه لأفسدوا على أنفسهم ضياع دينهم وعلى غيرهم ضياع دنياهم كما وقع لبلعم بن باعورا حتى سلخه الله تعالى علمه وكذلك حجبت ليله القدر في ثلاث ليال ليحافظ على العبادة فيها كلها وكذلك حجب ولي الله في جملة الناس لأنه لو عرف بعينه لربما اقبل الناس على توقيره واحترامه وحده وولعوا بالاضرار بغيره وربما أوقع الضرر به فيعظم الذنب ومع أنه سبحانه حجبه عن الخلق وورد في الاخبار تارة انه أقرب إلى بسم الله الرحمن الرحيم من سواد العين إلى بياضها. (وقيل):
انه في سورة التوحيد (وقيل) انه لفظة لا غير. وفي الاخبار غير هذا أيضا.
واما آدم (ع) وكذلك اعطى نوح (ع) فلا يلزم منه فضلهما وشرفهما على إبراهيم (ع) لان الأفضلية لا يلزم ان تكون بكل فرد فرد وشخص شخص من أنواع التكامل في التفاضل بين اولي العزم الأربعة والذي يظهر من إشارات الاخبار انه الخليل (ع) لأمور سيأتي التنبيه عليها إن شاء الله تعالى في مواضعها.
(وفي بعض) انه كان مع إبراهيم (ع) من الاسم الأعظم ستة أحرف ومع نوح (ع) ثمانية ومفهوم العدد ليس بحجة كما تقرر في الأصول.
وروى الثقة علي بن إبراهيم عن ياسر عن أبي الحسن (ع) قال ما بعث الله نبيا الا صاحب مرة سوداء صافية. (أقول) صاحب هذه المرة تقرر في علم الطب انه في غاية الحذق والفطانة والحفظ لكن لما كان يجامعها الخيالات الفاسدة والجبن والغضب وصفها بأنها صافية اي خالية من هذه الأخلاق الردية.
(وعن) أبي عبد الله (ع): ان الله عز وجل أحب لأنبيائه من الأعمال الحرث والرعي لان لا يكرهوا شيئا من قطر السماء، وقال (ع) ما بعث الله نبيا قط حتى يسترعيه الغنم يعلمه بذلك رعيه الناس. (اكمال الدين) باسناده إلى الصادق (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله قال عاش آدم أبو البشر تسعمائة وثلاثين سنه وعاش نوح الفي سنة وأربعمائة وعاش إبراهيم (ع) مائة سنة وخمسا وسبعين وعاش إسماعيل بن
صفحہ 11