وكان عثمان يرى أنه مادام أنه الخليفة فله الحق أن يولي من يشاء ويعزل من يشاء ويتفضل على من يشاء وينفي ويضرب ويسجن... وما إلى ذلك فالحاكم حاكم ولا بد له من ضبط الأمور بالترغيب والترهيب، بالعطاء والمنع، بالتولية والعزل،000الخ فهذه من حق الحاكم وليس لأحد الاعتراض على ذلك ألا من كانت له مظلمة واضحة ضد وال من الولاة.
لكن المخالفين لعثمان سواء من الصحابة أو من عموم الناس يرون أن الأمر يطول، فقد اتخذ الأمراء بطانات سيئة تجمع الأموال ولا توزع الحقوق بالسوية ومن الصعب رفع الشكاوى الفردية لأن السخط عام والموافقون لهؤلاء الولاة إما أن يكونوا مستفيدين أو مخدوعين أو خائفين من تغير الأمور إلى الأسوأ.
ومن سوء حظ علي بن أبي طالب أن كثيرا من هؤلاء الثوار ومعهم كثير من الصحابة من المهاجرين والأنصار يرون أن عليا أكفأ الناس لتولي الخلافة وكبح الجماح الأموي نحو البذخ والاستعلاء الذي ينتج عنه الظلم والأثرة والعصبية القبلية.
فكان الثوار يأتون إلى علي ويشكون سوء الأحوال فكان علي -كغيره من كبار الصحابة بالمدينة- ينصح عثمان ويحاول جهده أن يكون وسيطا بين طرفين مختلفين أشد الاختلاف.
صفحہ 68